أصدرت دار المعارف الطبعة الثانية من ديوان ( طيفٌ من زيورخ) للشاعر والكاتب الصحفى عبد الحليم سالم ، بعد نفاد الطبعة الأولى في معرض القاهرة الدولي للكتاب ومعرض زايد للكتاب .
ويعد ديوان ( طيفٌ من زيورخ) ، الذي أصدرته مؤسسة دار المعارف برئاسة المهندس رزق عبّد السميع رئيس مجلس الإدارة ، الديوان الرابع للكاتب والشاعر عبد الحليم سالم ، حيث صدر له ديوان على ضفاف الذكريات عن الهيئة العامة لقصور الثقافة تلتها دواوين تذكري في المساء ، ثم ومنذ التقينا ، وكتابي القنطرة الموقع والتاريخ وديب سينا أسرار وبطولات .
ويتضمن ديوان طيف من زيورخ وهو سادس كتب عبد الحليم سالم العديد من القصائد من شعر التفعيلة والمستوحى من زيارته لسويسرا خاصة مدينة زيورخ.
وفي الواقع يحمل الديوان الكثير من نذر يسير من سيرة عمالقة من كتاب وأدباء سويسرا ، سحروا العالم بإبداعاتهم ،كما سحرت طبيعة سويسرا كل الدنيا مثل كارل شبتلر الخائر على نوبل في الآداب وجوهانا شبيري صاحبة رواية هايدي العالمية للأطفال .
يقول سالم في مقدمته “سحرتني تلك المدينة الجميلة زيورخ أو )زيورك( ،كما يناديها أهلها والأوربيون، ما أجمل ربوعها التي تحتضنها أشجارُ الغابات ،وتتدفق تحت قدميها الأنهار ،ومن بعيد تلوح في الأفق جبال الألب وجبال متنوعة .
ما هذا السحر الذي قادني خلال 8 أيام قضيتها في )فنترتور( ، ضاحية هادئة تتوسطها بعض الشركات العملاقة ،ومن بعيد غابة تمرح فيها بعض الحيوانات البرية.
بين طرقاتها تتلألأ الأضواء ليلا مثل النجوم في ليلة ظلماء ، وبين تلك الصباحات الجميلة والمساءات الساحرة اختطفتني رغم أنفي
.
وفي حين كان غرض زيارتي تفقد مصانع تصنيع ماكينات الغزل بشركة ريتر أكبر شركة في العالم وشركاتها التابعة ،،إلا إن القصيدة اختطفتني من كل ذلك ،ومع أن المعتاد أن يكتب الشاعر القصيدة إلا إن القصيدة هىمن كتبتني هناك .. بل حكت عن مكنونات القلب ،وتدفق المشاعر وكأن ربة الشعر نزلت في (فنترتور) تلك الضاحية الهادئة بمدينة زيورخ السويسرية.
ويضم الديوان إحدى وثلاثين قصيدة ، كلها من وحي سويسرا ،إلا قصيدتين ” من قال إنك مستباح” في عشق الوطن و “ربوع قهبونة” بلد المنشأ والتعليم المهداة الى معلمة ومربية الأجيال وداد أحمد البطل .
يبدأ الديوان بهذا الترتيب .. طيف من زيورخ ، الصورة ، شلال شافهاوزن ، لقاء فنترتور ، ليت الوجوه، محطات زيورخ ، أفتش عنك ، من قال إنك مستباح ، بلا مجداف ، قلب مجروح في بنهوف ، رفيقي تمهل ، وأمضي وحيدا ، قلب حبيب، لماذا الهروب ، ولدي الحزين ، كوخ العشاق ، حانة بنهوف ، وارفة تعطي ، فاتنة في قريتنا ، رينيه ، جوهانا وهايدي ، متحف باير ، حرية وارسو ، في شرياني ، إيماجو ، وعاد الصوت ، بحيرة زيورخ ، يوم جديد ، اسم كالنيل ، مرافئ الأحلام ، وربوع قهبونة.- وداد البطل .
من قصائد الديوان
ربوع (قهبونة )
في القلبِ محفورٌ
وفى الشريانِ
يحتلُ الدماءَ
يأخذني الشوقُ إلى (قهبونةْ )
تملكُ تلك البلدةُ
كلَ العشقِ
كلَ الشوقِ
بل تملكُ
كل العمرِ
قهبونةْ
تدخل قلبي بلا استئذان
**
في تلك البلدةِ بدأتْ أولي الخطواتِ بالمدرسةِ
بين زهورٍ رائعةٍ وشجيراتٍ
نلهو فيها
أو نتعثر
حين كنا صغارا
في قهبونةْ ..كان الحلم يبدأ نحو الآتى
بين الصبيةِ والفتيات
كنت أمضى
تحتلُ كلَ القلبِ
بالمدرسة عشنا بفناء الحبِ
يجري في شريان القلب شوقٌ يتلهف للعودةِ
نفس البابِ
نفس الفصلِ
نفس الصحبةِ
والأحباب
**
في قهبونة
تبدو (ودادْ) كالمهر الجامح تجري معنا
نداً .. نداً
بل تغلبُ كلَ الاندادْ
في قهبونة ..
فيها وداد
تحمل قلبا يتسعُ كلً الأولادْ
يُدها كالمطرِ المنهمرِ بالخيرات
منحتنا كلَ العمرٍ
كلَ العلمِ
منحتنا معنى الإنسان
يمضى العمرُ مهما يمضي
لكن تبقى
تبقي لحنا لا يكترث.. أبدا لغيابْ
في قهبونة عشنا بعبيرِ الأصحابْ
**
مهما نمضى
أو نهرب ،أو ننزح
تبقى كخلايا القلبِ
تهتف دوما طول العمرٍ
تتذكر كل الأحباب
في قهبونة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.