Take a fresh look at your lifestyle.

اقتصادي:دول البلطيق تخشى انصياع أوروبا للنموذج الصيني (خاص)

15

قال الدكتور عبدالرحمن طه، خبير الاقتصاد الرقمي، إن التحذيرات الصادرة عن دول البلطيق، وعلى رأسها ليتوانيا، تعكس قلقًا متزايدًا بشأن تنامي الدور الصيني في إعادة تشكيل النظام الجيوسياسية العالمي، خصوصًا مع توجه بعض الدول الأوروبية نحو تبني نهج أكثر مرونة تجاه بكين في ظل التغيرات السياسية في الولايات المتحدة.

وأشار طه في تصريحات خاصة لـ”المصري”  إلى أن التوترات الاقتصادية والجيوسياسية بين الصين وأوروبا قد تعززت بفعل الدعم الصيني لروسيا في حرب أوكرانيا، مما جعل دول البلطيق تعتبر أن أي محاولة صينية للتوسط في إنهاء الحرب قد تكون مشروطة بقبول أوروبا لنفوذ صيني متزايد.

وأضاف أن المخاوف الأوروبية تتصاعد مع تحرك الصين لتعزيز حضورها الدبلوماسي عبر محادثات مباشرة مع قيادة الاتحاد الأوروبي، في محاولة منها لتحسين صورتها وتعزيز علاقاتها الاقتصادية.

وأكد طه أن القلق الذي عبر عنه وزير الخارجية الليتواني السابق، غابرييليوس لاندسبرغيس، يعكس مخاوف استراتيجية من أن يصبح النموذج الصيني بديلًا للتأثير الأمريكي في أوروبا، لا سيما في حال تبني سياسات اقتصادية وتجارية أكثر مرونة مع بكين.

وأضاف أن السياسات الحمائية التي قد ينتهجها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قد تدفع بعض الدول الأوروبية للبحث عن بدائل اقتصادية، وهو ما قد تستغله الصين لتوسيع نفوذها.

ويشير طه إلى أن السيناريو الأكثر خطورة، وفقًا للمحللين، هو تكرار الصين لنهج روسيا في أوكرانيا فيما يخص تايوان، حيث يمكن للصين أن تستخدم نفس “قواعد اللعبة الروسية” في حال فرضت حصارًا على تايوان واعتبرت أي مقاومة بمثابة تصعيد يبرر تحركًا عسكريًا أوسع.

وأخيرًا وليس آخرًا، يرى طه أن المشهد الجيوسياسي الحالي يشير إلى ضرورة تبني أوروبا استراتيجية حذرة ومتوازنة، تضمن التوازن بين امريكا والصين ، مع الحفاظ على استقلالية القرار الأوروبي في ظل التحولات العالمية المتسارعة.

كما أن تعزيز التكامل الاقتصادي داخل الاتحاد الأوروبي وتوسيع الشراكات مع الاقتصادات الناشئة يمكن أن يكون بديلًا استراتيجيًا لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية او الصين ، مع ضمان الاستقرار في النظام المالي والتجاري العالمي.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.