في السنوات الأخيرة، أصبح مصطلح “جيل Z” شائعًا في الإعلام والتسويق والمناقشات العامة، ويشير إلى الأشخاص الذين وُلدوا بين عامي 1997 و2012، يعرف هذا الجيل أيضًا بـ “المواطنين الرقميين” لأنه نشأ في عصر التكنولوجيا والإنترنت، حيث كان الاتصال الرقمي جزءاً أساسياً من الحياة اليومية.
تشير إحصائيات شركة “Zurich Insurance” إلى أن جيل Z يشكل حاليًا نحو 30% من سكان العالم، ومن المتوقع أن يمثل 27% من القوى العاملة بحلول عام 2025، وفقًا لمركز “B للأبحاث”، يعتبر عام 1996 هو العام الأخير لولادة جيل الألفية، حيث بدأ جيل Z في الظهور اعتبارًا من عام 1997.يأتي اسم “جيل Z” ضمن تسلسل الأجيال الذي بدأ بجيل X، ثم جيل Y (الألفية)، ليكتمل بتسلسل الأجيال إلى Z.
يُعتبر جيل Z قوة جديدة ومؤثرة في الساحة العالمية، فهم مزيج فريد من الابتكار والوعي الاجتماعي، مما يمنحهم القدرة على تشكيل المستقبل في الاقتصاد والثقافة. يتميز هذا الجيل بارتباطه الوثيق بالتكنولوجيا والانترنت، بالإضافة إلى تفاعلاته العميقة مع الآخرين عبر الشبكات الرقمية، كما يعتبر جيل Z من أكثر الأجيال وعيًا بالقضايا البيئية والاجتماعية، مثل التغير المناخي والمساواة، وهو ما يؤثر بشكل كبير في سلوكهم الاستهلاكي وتوجهاتهم في الحياة.
يعيش جيل Z في عالم سريع التغير، حيث سعى العديد منهم إلى خلق محتوى خاص بهم ومشاركة أفكارهم مع العالم، هم جيل يؤمن بالمساواة والعدالة الاجتماعية، ويتسمون بالتمرد والسعي للتغيير، فهم لا يلتزمون بالقواعد التقليدية، بل يفضلون كسرها وخلق مساراتهم الخاصة، هذا الجيل يواجه تحديات عديدة بين العمل والسفر والضغوط اليومية.
ومع ذلك، يتميز جيل Z أيضًا بتوجهات مختلفة نحو الحياة الاجتماعية، فبينما يظهرون حساسية مفرطة تجاه القضايا الاجتماعية والبيئية والصحية، يعانون في الوقت ذاته من نوع من العزلة الاجتماعية، العديد منهم يفضلون البقاء في “منطقة الراحة” الخاصة بهم، حيث يتفاعل معظمهم عبر الإنترنت مع عدد محدود من الأصدقاء الذين يشتركون معهم في نفس الفكر، هذه العزلة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات مثل القلق الاجتماعي، مما يجعل التفاعل في العالم الحقيقي أكثر تحدياً بالنسبة لهم.
وتؤكد الأخصائية النفسية ناتالي فيليبس أن العديد من الشباب الذين تعالجهم يعانون من القلق الاجتماعي والقلق المهني، مما يؤدي إلى تراجع ثقتهم بالنفس وصعوبة في التفاعل الاجتماعي، كما أشار العديد من الخبراء إلى أن هذه التوجهات قد تفاقمت بسبب جائحة كورونا، التي جعلت العمل والدراسة عن بُعد أكثر شيوعاً، مما أدى إلى زيادة العزلة الاجتماعية.وعلى الرغم من التحديات التي يواجها جيل Z، إلا أنهم ينمون في بيئة مليئة بالتوترات والصراعات العالمية، من الحروب الصغيرة إلى التهديدات بحرب عالمية قد تضر بالجميع.
هذه الظروف عززت من وعيهم ونضجهم بشكل أسرع من الأجيال السابقة، ودفعهم للاهتمام بالقضايا الاجتماعية والبيئية، ورغم كل القلق والتحديات، يبقى جيل Z يحمل حلمًا بعالم أفضل لهم ولأجيالهم القادمة، وقد ينجحون في بناء هذا العالم في المستقبل.إن جيل Z هو جيل يتمتع بطموحات كبيرة ورؤية متجددة للمستقبل، وهو جيل مفعم بالإبداع والوعي، يستحق أن يُمنح الفرصة لإحداث تغيير حقيقي في العالم الذي يعيش فيه.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.