Take a fresh look at your lifestyle.

حنان فكري تكتب: بيان إلى الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين

70

ملحوظة قبل القراءة: هذا البيان ليس مجرد اعتذار عن عدم خوض الانتخابات، بل هو إعلان احتجاج على استمرار اختيار امرأة واحدة فقط لعضوية مجلس نقابة الصحفيين.

الزميلات والزملاء الأعزاء،

أكتب إليكم اليوم بكل تقدير وامتنان، شاكرة ثقتكم الغالية ودعواتكم الكريمة التي تلقيتها للترشح مجددًا لعضوية مجلس نقابة الصحفيين.
لقد كان دعمكم وتشجيعكم محل فخر واعتزاز، وهو ما يجعل قراري بعدم خوض الانتخابات هذه الدورة قرارًا صعبًا لكنه ضروري، فالمشهد الحالي، وما يصاحبه من زخم في ترشح الزميلات، دفعني إلى إعادة التفكير، ليس تخوفًا أو تراجعًا، بل إيمانًا بضرورة مواجهة عُرف سائد في الجمعية العمومية للصحفيين، وهو الاكتفاء بانتخاب زميلة واحدة فقط للمجلس، كما جرت العادة على مدار دورات عديدة سابقة.
وبالتالي فإن ترشح عدد كبير من الزميلات في ظل هذا العرف، وذلك الزخم يجعل فرصة فوز زميلة واحدة بعضوية المجلس أمراً عسيراً، فتأتي النتيجة إما فوز صاحبة الخبرة السابقة لدورات متتالية، وتفويت الفرصة على أخريات،ومنع ضخ دماء نسائية جديدة في عروق العمل النقابي. أو فوز زميلة حديثة العهد والتخلي عن زميلة تتمتع بخبرة سابقة،أو عدم فوز أي واحدة،وهو أمر يختزل قيمة الصحفيات في كونهن عامل توازن نوعي في مجلس نقابة الحريات.

ومن هنا أدعوكم للتخلي عن هذا العُرف المشوه، والتعامل مع انتخابات النقابة بمنطق أكثر موضوعية، بعيدًا عن الحسابات التقليدية التي تربط الاختيار بالنوع الاجتماعي أو توازنات الاتجاهات والتيارات، كما أدعوكم إلى منح ثقتكم لمن يستحقها، سواء كانت زميلة أو زميل، فالمعيار الوحيد يجب أن يكون هو الكفاءة والقدرة على العطاء.

لقد سارت على هذا الدرب كثيرات من قبل، ونجحن في إثبات أن المرأة قادرة على الدفاع عن حقوق الصحفيين بقوة لا تقل عن أي زميل آخر. وأنا هنا لا أتحدث فقط عن رائدات العمل النقابي اللواتي مهّدن الطريق، بل عن تجربتي الشخصية أيضًا، إذ خضتُ هذه التجربة من قبل، ولم تكن مجرد مسؤولية نقابية، بل كانت معركة حقيقية برفقة مجلس يعمل فر ظروف أشبه بساحة الحرب، عاصر خلالها أربعة أنظمة سياسية، وحمل على عاتقه هموم المهنة والدفاع عن حقوق الصحفيين ، وفي تلك الأوقات العصيبة خضت المعركة النقابية بقوة وعزيمة، ولم تمنعني مهامي المهنية، ولا دوري كزوجة وأم، من أن أكون صوتًا حقيقيًا للصحفيين داخل مجلس النقابة.

لذلك أؤكد أنني سأظل في خدمة الزميلات والزملاء، قدر استطاعتي.. ومرة اخرى ادعوكم أن تنتخبوا من ترونه جديرًا بتمثيلكم في هذه المرحلة، حفاظًا على النقابة، ووفاءً لمبادئها، وصونًا لمكتسباتها.

مع خالص التقدير والاحترام،

حنان فكري

  • المقال منقول من الصفحة الشخصية للكاتبة الصحفية حنان فكري

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.