Take a fresh look at your lifestyle.

هبة حرب تكتب: ترامب ونتنياهو والحلم الضائع

24

بقم – هبة حرب

بعدما اصطدمت مخططات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، بـ إرادة المصريين شعباً و قيادة، التي تهدف لإخلاء قطاع غزة من أجل تمكين دولة الإحتلال من السيطرة على أراضي القطاع، وليس لمصلحة الفلسطينيين وأمنهم، كما أدعي ترامب.

سرعان ما كشف الرئيس ترامب عن هدفه بشكل أوقح و أوضح، هو الرغبة في توسيع دولة الإحتلال أكثر مما هي عليه الآن، وذلك من خلال تصريحاته حول ذلك الأمر، الذي تحدث فيها عن أن إسرائيل دولة صغيرة جداً من حيث المساحة، وأن هذا الأمر ليس جيداً.

وما يدلل على أن هذا الهدف هو أمر مخطط له من قبل اللوبي الصهيوني المؤيد و الداعم لدولة الإحتلال في أمريكا، هو أن هدف ترامب الذي أعلن عنه، في تحدي واضح لسيادة الدول وضرورة حفظ الحدود و الممتلكات لكل دولة، هو رغبة وحلم يراود دولة الإحتلال، و هي إقامة المملكة المزعومة من النيل إلى الفرات، وهذا الحلم رغبة دفينة لدى رئيس وزراء دولة الإحتلال بنيامين نتنياهو.

ولعل ما يدلل على الهدف نفسه أيضاً، هو تصريح نتنياهو الذي أكد أن اجتماعه المرتقب مع الرئيس الأمريكي ترامب في واشنطن قد يعيد رسم الشرق الأوسط، وهو ما يؤكد أن النية مبيته و متفق عليها ولا يتبقى سوا التنفيذ فقط.

وبالنظر إلى هذه الدلائل، و الإعلان عن دعوة البيت الأبيض للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لـ لقاء الرئيس الأمريكي ترامب في 11 فبراير الجاري، يؤكد أن هذا اللقاء يرتبط بشكل مباشر بتحقيق الهدف وهو توسيع دولة الإحتلال الإسرائيلي.

وخصوصاً عندما يأتي ذلك، بالتزامن مع قيام دولة الإحتلال بـ عملية عسكرية مستعرة في الضفة الغربية حالياً، والتي يهدف من خلالها التوسع على حساب الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.

وهنا يتضح لماذا الأردن تحديداً، فما قصد ترامب من خلال مرات و مرات من مقترح التهجير إلى الأردن، كان المقصود به تهجير سكان الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية، ليس سكان غزة كما أدعي ترامب، وهو ما يتوافق مع حلم دولة الاحتلال التي ترغب في السيطرة من النيل إلى الفرات.

ولأن مصر قوية قادرة على الدفاع عن نفسها، وصون أراضيها، وعدم التفريط في حبة رمل واحدة، فإن التوسع لأرض النيل، لن يحدث مهما بلغت الضغوط التي تهدد بها واشنطن، فـ الجيش المصري والقيادة المصرية و من ورائهم جموع الشعب المصري، على إستعداد للدفاع عن أرض مصر بكل غالي و نفيس.

لكن ما يثير القلق حقاً، هو قدرت الجبهة الأردنية على التصدي لـ مخطط التهجير، ومن خلفها إمكانية العراق التي تمثل جزء رئيسي من حلم التوسع لدولة الاحتلال.

وما تقع في دائرة الخطر أيضاً، سوريا التي أصبحت بلا جيش، و تطاول الإحتلال على حدودها ، و أخد يعبث في أراضيها كما يشاء، وهو ما يعني أن الأراضي السورية ليس بعيدة عن أطماع الإحتلال بل هي هدف سهل الوصول إليه وفقاً للظروف الراهنة في سوريا، ومن خلالها يمكن الوصول إلى حلم التوسع إلى الفرات.

وما يعزز سيناريو دخول سوريا لأتون الحرب، هو الصراع المحتمل وقوعه على الأراضي السورية بين تركيا ودولة الإحتلال، على خلفية نوايا دعم الإحتلال للأقليات الممثلة في الأكراد العدو الصريح لـ تركيا بجانب الدروز.

والخلاصة أنه يجب الإنتباه، من قبل الأردن والعراق، لدحر هذا الحلم، و وأده في المهد، أما أرض الكنانة فـ يجب على أهلها ، الرباط على قلب رجل واحد، و الصمود خلف القيادة والجيش المصري، والتصدي للمخطط الدنيء مهما بلغت الضغوط.

اقرأ أيضا.. هبة حرب تكتب: من الاحتلال إلى الإرهاب تضحيات الشرطة خالدة لـ صون الأمن المصري

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.