لفت نظري اهتمام الإعلام الغربي اليوم بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، من زاويتين:
الأولى: اهتمامهم بظهور زوجته معه لاول مرة في زيارة السعودية وهما يقومان بالعمرة وهي سيدة سورية عادية محجبة وكان الشرع قال لوفد نسائي امريكي انه يحبها جدا، لكن لا اظن ظهورها بروتوكوليا كزوجة رئيس وانما معه في العمرة فقط
الثاني: اجراء مجلة “ايكونوميست” البريطانية حوار خبيثا معه صاغه المحرران (رجل وسيدة) بطريقة عدوانية وظلا يقولان انه انتقل من متمرد وقائد اسلامي متطرف الي رئيس حتي ان عنوان الحوار المنشور في الصحيفة البريطانية كان ( من متمرد إلى حاكم: أمير حرب، جهادي أم باني أمة)؟! لكنها قالت إنه قدم رؤيته لإعادة بناء الدولة السورية المحطمة والمتصدعة والمفلسة.
أهم ما لفت نظري في الحوار قوله ما يلي:
● حذر إسرائيل من أن احتلالها أراضي جديدة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد “سيسبب الكثير من المتاعب في المستقبل” اي يقصد اطالة الصراع مع العدو الصهيوني
● قال إن على إسرائيل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها أبعد من خطوط الهدنة في عام 1974 وبعد سقوط الأسد وقال إن تهجير إسرائيل للفلسطينيين هي جريمة كبرى.
● عندما سئل عما إذا كان مستعدا لاتباع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إذا قام بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، أجاب: (في الواقع نريد السلام مع جميع الأطراف) لكنه أشار إلى أنه (طالما احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان، فإن أي اتفاق سيكون سابقا لأوانه) وشدد علي انه (في كل الأحوال سيتطلب اي اتفاق مع اسرائيل موافقة واسعة من الرأي العام) وهي اجابة دبلوماسية موجه للغرب في صحيفة غربية لكن خلاصتها لازم راي الشعب المعادي اصلا لاسرائيل.
● تحدث الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع ايضا في مقابلة مجلة “ايكونوميست” البريطانية بشدة عن الوجود العسكري “غير القانوني” لأمريكا في سوريا، ورحب بالمفاوضات مع روسيا بشأن قواعدها العسكرية.
● حدد الشرع جدولا زمنيا لأخذ سوريا في اتجاه الديمقراطية، ووعد بإجراء انتخابات رئاسية.
● لاحظت المجلة أن الشرع لديه طريقته في إرضاء الجميع، فعندما أعلن عن رئاسته قبل ليلتين، ارتدى ملابس عسكرية أثناء وقوفه أمام زعماء المعارضة المسلحة.
● وفي مساء اليوم التالي تحدث إلى السوريين بصفته مدنيا يرتدي بدلة سوداء وربطة عنق خضراء
● وفي مقابلته مع مجلة إيكونوميست اختار مظهرا عصريا: سترة بلون كريم غير رسمية فوق قميص أسود بأزرار حتى الرقبة وبنطلون ضيق، وبدا وكأنه متوجه لقضاء ليلة الجمعة في المدينة.
● بعيدا عن مظهره وملابسه تقول المجلة إنه تحدث بنبرة هادئة تخاطب الجميع، لكن التغيرات المستمرة تجعل من الصعب الحكم على رجل خطط للتفجيرات الانتحارية لصالح تنظيم الدولة الإسلامية، وقاد تنظيم القاعدة في سوريا!!
● قالت انه رغم تنصيبه رئيسا مؤقتا، فإن رؤيته هي طويلة الأمد،
● اهتمت المجلة بغياب موظفي القصر، والبهرجة حتي انه وضع زجاجة ماء علي الارض بجانبه فلم يكن هناك أحد قريب لتقديم القهوة، ولم يكن هناك سوى شخص واحد
● في المقابلة مع المجلة استخدم الشرع كلمة “ديمقراطية” ولأول مرة منذ توليه السلطة وقال “لو كانت الديمقراطية تعني أن الناس يختارون من سيحكمهم ومن يمثلهم في البرلمان”، فـعند ذلك، نعم، سوريا تسير بذلك الاتجاه.
● ووعد باستبدال حكومته المؤقتة التي يهيمن عليها الموالون له من إدلب وخلال شهر، وتقديم حكومة واسعة ومتنوعة تشارك فيها كل مكونات المجتمع
● قال إن الوزراء والأعضاء في البرلمان الجديد سيتم اختيارهم بناء على الكفاءة وليس الطائفة أو الدين، بشكل يؤشر أن هناك تعيينات من غير السنة في الحكومة.
● وعد بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، وإكمال كتابة الدستور مع الأمم المتحدة بعد 3 أو أربع سنوات ووعد الشرع لأول مرة بانتخابات رئاسية.
● أحال مسألة تطبيق الشريعة إلى الهيئات التي عينها (ولو وافقت الحكومة المؤقتة على تطبيق الشريعة فدوري هو إنفاذها، وإن لم توافق عليها فدوري هو إنفاذها أيضا) وفق قوله
● ترى المجلة أن تعهدات الشرع لن ترضي على الأرجح الأقليات العرقية، وتحديدا العلويين الذين كانوا يتمتعون بنفوذ كبير في ظل حكم آل الأسد.
● قالت أن الشرع عازم على تدمير ما تبقى من الدولة المتعبة التي ورثها ولكنها لا تزال قادرة على العمل. وأعلن عن حل حزب البعث العربي الاشتراكي وأجهزة الأمن ومعظم جهاز الخدمة المدنية في ظل آل الأسد
● قالت ان أهم تحد للشرع هو الاقتصاد وينقطع التيار الكهربائي ساعة في اليوم كما أن حجم إعادة الإعمار لا يمكن تخيله، وتعاني البلاد من أزمة سيولة هائلة وتفتقر الدولة إلى النقد اللازم لدفع الرواتب حتى لو كانت منخفضة وبشكل بائس. ويحذر الشرع قائلا: بدون التنمية الاقتصادية سوف نعود إلى حالة من الفوضى وتعلق المجلة أن التعافي الاقتصادي لا يأتي إلا من الخارج
قالت المجلة ان الشرع يحمل على كاهله عبء تصنيفه وحركته كحركة إرهابية وكبس المحررين وحتج قائلا: وضعي هو رئيس سوريا، وليس هيئة تحرير الشام.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.