عبد الرحمن جمال بدران.. طفل بروح شيخ وخطيب واعد في سماء الأزهر
كتبت / هدى العيسوي
في عالم يمتلئ بالمواهب المختلفة، يبرز عبد الرحمن جمال بدران، كواحد من أصغر الخطباء وأكثرهم تميزًا في مصر. طفل يبلغ من العمر 12 عامًا فقط، لكنه استطاع أن يحقق ما لم يحققه كثير من الكبار، حيث اعتلى المنابر وألقى خطبًا تحمل في طياتها معاني عظيمة، تلمس القلوب وتوقظ العقول.
البداية.. موهبة تنمو بين صفحات القرآن
منذ نعومة أظافره، كان عبد الرحمن جمال بدران، مختلفًا عن أقرانه، لم يكن شغفه يقتصر على اللعب أو مشاهدة الرسوم المتحركة، بل وجد متعته بين صفحات القرآن الكريم، حتى حفظ منه 16 جزءًا وهو في هذه السن الصغيرة، ولأنه عاشق للقرآن، كان من الطبيعي أن يتأثر بأصوات كبار المقرئين، وعلى رأسهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، الذي يعتبره قدوته في التلاوة.
رحلة التألق في الخطابة
لم يكتفِ عبدالرحمن جمال بدران بحفظ القرآن، بل امتدت موهبته إلى فن الخطابة، فاعتلى منبر مسجد الصفا والمروة بالمرج، حيث ألقى خطبًا تركت أثرًا كبيرًا في نفوس المصلين، وكانت أقرب خطبة إلى قلبه عن الغيبة والنميمة، حيث تناول فيها خطورة هذا الداء الاجتماعي وتأثيره السلبي على الأفراد والمجتمعات.
تفوق علمي وتميز أزهري
يدرس عبدالرحمن جمال بدران في الصف السادس الابتدائي بمعهد المرج الابتدائي الأزهري، ولم يكن تميزه مقصورًا على الخطابة فقط، بل تفوق دراسيًا أيضًا، وتم منحه أكثر من شهادة في الخطابة والقرآن الكريم وشهادة تقدير من منطقة القاهرة الأزهرية، وحصل على المركز الأول على مستوى منطقة القاهرة الأزهرية، وهو إنجاز يضاف إلى سلسلة نجاحاته المتوالية.
دعم الأسرة والأساتذة.. سر النجاح
وراء كل نجاح قصة دعم وسند، وعبدالرحمن جمال بدران لم يكن ليصل إلى ما هو عليه اليوم لولا دعم والده جمال بدران ، الذي كان دائمًا يقف بجانبه، يشجعه ويدفعه للأمام، كما كان للشيخ إبراهيم عبد النبي مصطفي معلمه ومرشده، دورٌ كبيرٌ في صقل موهبته وتوجيهه إلى الطريق الصحيح في رحلته العلمية والدعوية.
حلم عبد الرحمن.. بين مكة والأزهر
يحلم عبدالرحمن بأن يصبح خطيبًا وان يخطب في الحرم المكي، وأن يدرس في كلية أصول الدين بالأزهر الشريف، ليزداد علمًا وتفقهًا في دينه، وينقل رسالته إلى الناس بأسلوب مؤثر يجذب القلوب والعقول.
نموذج يُحتذى به
عبدالرحمن جمال ليس مجرد طفل، بل هو مشروع عالم وداعية في المستقبل، يمتلك موهبة نادرة وروحًا تحمل حب العلم والدعوة. هو مثال حي على أن العمر ليس مقياسًا للنجاح، وأن الطموح والإصرار قادران على صنع المستحيل. فمن يدري؟ ربما نراه قريبًا على منبر الحرم المكي، يخطب في جموع المسلمين بصوت يملأ الأرض حكمة وإيمانًا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.