رامي علم الدين يكتب: مصر ومواجهة مخططات تدمير قوتها الشاملة
منذ سنوات، تحاول قوى دولية وإقليمية تقويض مسار بناء الدولة المصرية الحديثة، بعد عقود من التحديات، تمكّنت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، من إعادة بناء مؤسساتها، واستعادة مكانتها الإقليمية والدولية، لكن في المقابل، واجهت مصر محاولات مستميتة لإدخالها في صراعات تستهدف استنزاف مواردها وإجهاض مشروعها التنموي، لعبت جماعة الإخوان المسلمين دورًا مباشرًا وغير مباشر في نشر الفوضى الأمنية في سيناء، سواء عبر دعم الجماعات الإرهابية أو التحريض الإعلامي والسياسي ضد مؤسسات الدولة، لكن مصر استطاعت، بقيادة سياسية واعية ودعم شعبي، أن تواجه هذه التحديات، وتعيد السيطرة على سيناء تدريجيًا، رغم حجم التحديات، تتجه الدولة المصرية نحو تحقيق الأمن والتنمية في سيناء، وتثبيت أركان استقرارها في مواجهة كل محاولات ضربها أو عرقلة مسيرتها، يبقى الجيش المصري سدًا منيعًا في وجه الإرهاب، وتبقى إرادة الشعب المصري الحصن الأكبر لحماية الوطن من كل المؤامرات، تنسيق مع حماس، توفير بيئة آمنة للإرهابيين، استهداف الجيش والشرطة.
نستعرض وقائع موثقة عن المخططات التي تستهدف مصر، بدءًا من محاولات إشعال الفوضى في محيطها الإقليمي وصولًا إلى الأزمة الراهنة المتعلقة بغزة وهجمات سيناء. رامي علم الدين يكتب: مصر ومواجهة مخططات تدمير قوتها الشاملة
أولًا: مسار بناء الدولة المصرية الحديثة
منذ عام 2014، تبنّت مصر استراتيجية شاملة لإعادة بناء الدولة، تتضمن:
- إصلاح اقتصادي جذري: عبر تنفيذ مشاريع قومية مثل قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة.
- تعزيز القوة العسكرية: أصبحت مصر تمتلك أحد أقوى الجيوش عالميًا، ما أثار قلق القوى التي تستفيد من ضعف المنطقة.
- استقلالية القرار السياسي: مصر سعت لتبني سياسات متوازنة في علاقاتها الدولية، ما دفعها إلى تعميق شراكاتها مع روسيا والصين، وهو ما أثار حفيظة الولايات المتحدة وإسرائيل.
ثانيًا: المخططات الخارجية لإضعاف مصر
وفق تحليلات وتقارير موثقة، سعت قوى دولية إلى إدخال مصر في حروب إقليمية بهدف استنزاف قوتها، ومنها:
- ملف ليبيا: حاولت قوى خارجية الزج بمصر في حرب داخل ليبيا، لكنها تصرّفت بحكمة عبر دعم الحلول السياسية.
- ملف إثيوبيا وسد النهضة: رغم المحاولات لإشعال صراع بين مصر وإثيوبيا، لجأت القاهرة إلى المسار الدبلوماسي والدولي لإدارة الأزمة.
- الأزمة السودانية: مع اندلاع الصراع في السودان، تم استهداف الحدود المصرية، لكن مصر واجهت الأزمة بوعي وحذر.
ثالثًا: المؤامرة الأخيرة: أزمة غزة وسيناء
تُعتبر الأزمة الحالية في غزة أحد أخطر المحاولات لإشعال فتيل حرب تُجر مصر إليها قسرًا. السيناريوهات التي كُشفت عنها تقارير إعلامية ودبلوماسية تشير إلى:
- التنسيق الإسرائيلي مع حماس: تشير أدلة إلى وجود تنسيق بين الطرفين لافتعال أزمة كبرى تدفع سكان غزة إلى الهجرة الجماعية نحو سيناء، بهدف الضغط على مصر للقبول بتهجير الفلسطينيين، وهو ما ترفضه القاهرة بشكل قاطع.
- محاولة الزج بمصر عسكريًا: زعمت إسرائيل أن مصر دعمت حماس بالسلاح، في محاولة لاستفزاز الجيش المصري ودفعه للرد العسكري، ما قد يؤدي إلى إشعال صراع إقليمي.
- الهدف الاستراتيجي: تهدف هذه المؤامرات إلى إجهاض عملية بناء القوة الشاملة لمصر، ووقف تقدمها كقوة إقليمية وعالمية مؤثرة.
رابعًا: الموقف المصري وإدارة الأزمة
رامي علم الدين : استطاعت مصر بحكمة قيادتها أن تُفشل هذه المخططات عبر:
- التصعيد السياسي والدبلوماسي: نظّمت مصر مؤتمرًا دوليًا للسلام في العاصمة الإدارية، ونجحت في حشد دعم 34 دولة ومؤسسة دولية لحل الأزمة الفلسطينية عبر حل الدولتين، مع رفض تهجير سكان غزة إلى سيناء.
- التأكيد على السيادة الوطنية: أكد الرئيس السيسي في خطاباته أن تصفية القضية الفلسطينية لن تكون على حساب مصر، وأن سيناء خط أحمر.
- التخطيط الاستراتيجي المسبق: أدركت القيادة المصرية حجم المؤامرة منذ سنوات، وعملت على تعزيز تحالفاتها الدولية والإقليمية، ما جعل الموقف المصري قويًا ومتماسكًا.
خامسًا: دروس من التاريخ: مصر تنتصر دائمًا
المحاولات لإضعاف مصر ليست جديدة. عبر التاريخ، واجهت مصر تحديات كبرى، لكنها خرجت منها أكثر قوة، ومنها:
- العدوان الثلاثي عام 1956: استطاعت مصر التصدي له بدعم من شعبها وحلفائها.
- حرب أكتوبر 1973: أعادت مصر فيها كرامة الأمة العربية.
- ثورة 2011: رغم المؤامرات، استعاد الشعب المصري زمام الأمور وحمى بلاده من الفوضى.
رامي علم الدين : دور جماعة الإخوان المسلمين في الانفلات الأمني بسيناء
بعد عزل مرسي، تصاعدت الهجمات الإرهابية في سيناء، واستهدفت الكمائن والمراكز الأمنية، وأسفرت عن سقوط مئات الضحايا من رجال الجيش والشرطة، أبرز العمليات الإرهابية كانت هجوم “كرم القواديس” وهجوم “الشيخ زويد”، التي أكدت تورط جماعات مدعومة من الإخوان، أطلقت الدولة المصرية عدة عمليات عسكرية كبرى لتطهير سيناء من الإرهاب، أبرزها العملية الشاملة “سيناء 2018″، التي حققت نجاحات ملموسة في تفكيك الخلايا الإرهابية، نجحت مصر في إغلاق معظم الأنفاق بين غزة وسيناء، التي كانت تُستخدم لتهريب السلاح المقاتلين، تم تدمير البنية التحتية للجماعات الإرهابية، مع ضبط كميات هائلة من الأسلحة والمتفجرات، بالتوازي مع العمليات العسكرية، أطلقت الدولة مشاريع تنموية ضخمة في سيناء، لتعزيز الاستقرار وتوفير فرص عمل للسكان المحليين، مما ساهم في تقليص تأثير الجماعات الإرهابية.
ختاما تعد مصر اليوم، بقيادتها وشعبها، تقف على أرض صلبة، عازمة على استكمال مسيرتها نحو بناء دولة قوية شاملة. المحاولات لإجهاض هذه النهضة لن تنجح، لأن المصريين يدركون جيدًا حجم التحدي، ولديهم الثقة في قدرتهم على الانتصار كما فعلوا في الماضي. وكما قال الرئيس السيسي: “مصر عندما تريد، تستطيع.”
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.