“الصاوي”: النهضة لا تكون بلغة الغير والتعريب هدف استراتيجي

كتب: عبد اللطيف أحمد

أعلنت جامعة الأزهر أنه يتم دراسة علميَّة متأنية حول إمكانية تعريب العلوم الطبية، ومدى قابلية ذلك للتطبيق…

وفي هذا الصدد

قال الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر: إن التحرر من السيطرة اللغوية الغربية يجب أن يكون ضمن أهدافنا الاستراتيجية الكُبري ولو استغرق نصف قرن، وإذا كنا قد نسينا تجربة الخليفة هارون الرشيد وأبنية الأمين، والمأمون، ومؤسسة بيت الحكمة في بغداد، فلنا في تجربة فيتنام المُعاصرة بعد تحررها في منتصف القرن العشرين الدرس الكبير في التحرر من السيطرة اللغوية الفرنسية والأمريكية.

فيتنام وتوطين العلوم

شارحًا تجربة فيتنام: إنهم بذلوا جهودا كبيرة، وأسسوا لجانًا لغوية وعلمية للترجمة بتوصية من الزعيم الفيتامي (هوشي منه) والذي أوصاهم: “اسهروا علي صفاء اللغة الفيتنامية كما تسهرون علي صفاء عيونكم” بهذه الروح تمكن الفتناميون خلال عشرين سنة من ابتكار ربع مليون مصطلح علمي تقني، ومضوا يعلمون بلغتهم الوطنية رغم اعتراض الكثيرين من النُّخب الفيتنامية الذين كانوا يجيدون الإنجليزية والفرنسية.

 

مضيفًا أن فيتنام التي لا يزيد عدد سكانها عن تسعين مليون نسمة، أصرت أن تتفوق علي مستعمريها السابقين الذين نظروا إليها علي أنها أمة ضعيفة؛ وواصلت التعليم بكل جد حتي هزمت الولايات المتحدة في التعليم؛ فاحتلت المركز (١٢) عام ٢٠١٥ في تصنيف منظمة التعاون والتنمية

(Of cd) واحتلت المرتبة ١٧ في الرياضيات و٨ في العلوم و١٩ في القراءة، أي بنسب تتفوق على الولايات المتحدة في جميع المواد الدراسية التي احتلت كالتالي ٣٦ و ٢٨ و ٢٣ في الرياضيات والعلوم والقراءة علي التوالي.

 

التقدم يكون باللغة الأم

وأكد “الصاوي” أن مبدأ توطين العلوم لايُجادل أحد علي الإطلاق في ضرورته وحيويته وأهميته لكل المجتمعات والأمم علي ظهر الأرض، ولا توجد أمة من الأمم تقدمت وحققت نهضة حقيقية بغير لُغتها، لكن الحقيقة أن الموضوع الآن تحت الإعداد والدراسة من قبل لِجان علمية متخصصة.

 

وأبدى أستاذ الثقافة الإسلامية عتابَه للمُعترضين على التعريب، ليس لاعتراضهم عليه، لكن لمصادرة حق العلماء في مجرد التفكير في الموضوع، موضحًا أن محاولة تصوير مجرد دراسة قضية تعريب العلوم أو التفكير فيها علي أنه تخلف وهروب من العصر عدم أمانة مسميًّا إياه بـ”الغش الثقافي”، وأن من يعترض علي مجرد تشكيل لجنة علمية لدراسة أي قضية علمية تجمع الخبراء والمعنيين بها في أي جامعة لا يحترم العلم ولا العلماء!.

 

تعلم اللغات الأجنبية فريضة شرعية

وأكد “الصاوي” أن مهاجمة تعريب العلوم كهدف استراتيجي للأمة بحُجة الانقطاع عن لغات العالم ينم عن غياب العلم بفلسفة التعريب أو توطين العلوم، موضحًا أن تعلم اللغات الأجنبية فريضة شرعية لتحقيق عالمية الإسلام ولاعلاقة لذلك بتعريب العلوم التي لن تتقدم أمتنا إلا بها وفق خطة.

رفض التعريب اعتداء على الهوية

وشدد أستاذ الثقافة الإسلامية، أن كل انتقاص من لغتنا العربية هو اعتداء سافِر علي أحد أضلاع مثلث الهوية لأمتنا العربية وحرب علي الضلعين الآخرين الدين والتاريخ، وأنه لا توجد أمة علي وجه الارض تقدمت ولا أبدعت ولا امتلكت ناصية العلوم بلغة غيرها.

 

واستنكر “الصاوي” رفض تعريب العلوم قائلا: آلاف الأبحاث العلمية الجادة في مختلف التخصصات النافعة للمجتمع لم تلفت نظر التغريبيين بينما ازعجهم تشكيل لجنة علمية لدراسة التعريب!