عميد لغة عربية بالأزهر: الإحساس بالدونية وتمكن المادية وراء رفض تعريب العلوم
على إثر اعتزام الأزهر مناقشة تعريب الطب...
كتب: عبد اللطيف أحمد
قال الدكتور، علاء جانب، عميد كلية اللغة العربية، بجامعة الأزهر بالقاهرة، إنه على إثر طرح بعض العلماء فكرة تعريب العلوم التطبيقية في الجامعة، وما دار حولها من الجدل بين الرفض والقبول والتوفيق، فإن اللغة العربية مشروع قومي يمكن أن يمتد تنفيذه لمائة عام.
رفض العربية ومصطلحاتها!
واستنكر “جانب” هجوم البعض على هذا القرار قائلا: لو صدرت الفكرة باسم ترجمة العلوم عن الجامعة الأمريكية لكان الترحيب بها كبيرا؛ لأن بعض الناس عندها حكة من كلمة عربي، وتعريب، ومسلم، وإسلام، وهذه المصطلحات… وهؤلاء تجد عندهم: “مساء الخير” مقبولة، لكن “السلام عليكم” مُتخلفة!
مشكلات العرب نحو لغتهم
وأضاف عميد اللغة العربية بالأزهر، أنه تُظهر مثل هذه المشكلات كم الإحساس بالدونية؛ لتمكن المادية واستمراء ثقافة الكسل والاستهلاك، وبالنسبة لموضوع تعريب الطب فلا أدافع ولا أهاجم.
وتسائل “جانب” أليس من حقنا أن نحلم بأن نصبح أمة ذات أثر؟ وهذا الموضوع المطروح فينا يخص تعريب العلوم التطبيقية ليس عاطفيًا بل هو قضية أستغربُ كيف تناقش بهذه السذاجة؟!
تكوين معارف للتعريب
مشيرًا أنه لم يقل الأزهر ولن يقول: إن التعريب هو تطبيق المناهج في الأكاديميات، لكن توفير معارف وتكوين مراجع يمكن من خلالها تكوين معارف التأليف بالعربية، ولو فعلت أوروبا بنصيحة مثقفينا اليوم لما تحركت خطوة في طريق التقدم.
وأوضح “جانب” أن اللغة قائدة حراك التطوير؛ لأن اللغة فكرة تلد فكرة تلد مادة وتركيبا، تصنع منهجًا، وتساعد على فهم وتحليل ومتابعة الاختراع، واللغة تبني العقل وتشكل نمط التفكير، ولسنا إلى حاجة لنقول: “إن أوربا لما أرادت النهضة ترجمت علوم العرب وأخذت في ذلك زمنا طويلا.”
لن تُلغى الإنجليزية
وشدد عميد اللغة العربية، أن الجامعة لم تقل ولن تقول: إنها ستلغي التدريس باللغة الإنجليزية بصفتها لغة أولى في التداول، ولأن من العلماء الناطقين بها رواد هذا العصر في الحضارة المادية، وإنما يسير النموذجان متوازيين، نستخدم اختراع الغير حتى نكمل اختراعنا، أم الأفضل ألا نفكر ونستهلك ما يصدرونه لنا؟!
واستطرد: إنني لا أنفى عن العلماء بشكل عام أنهم يحبون الاحتكار والخصوصية، و يحبون أن تكون العلوم بمفاتيحها في أيديهم.
واختتم “جانب” يبدو أن المثقفين يفهمون أن الاهتمام باللغة العربية أمر يخص الشعراء والكُتاب وحدهم، وأنها لا يجب الاهتمام بها إلا يوم 18 ديسمبر الذي حددته لهم اليونيسكو.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.