قال الدكتور عبدالرحمن طه، خبير الاقتصاد الرقمي، إن أسعار الفضة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا يوم الأربعاء، لتقترب من أعلى مستوياتها في ستة أسابيع، حيث بلغت 31 دولارًا للأونصة.
وأكد طه أن هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بزيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن، وذلك في أعقاب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة.
وأشار طه في تصريحات خاصة لـ “المصري” إلى أن ترامب أعلن يوم الثلاثاء عن دراسة فرض تعريفة جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية بدءًا من 1 فبراير وذلك بعد يوم واحد فقط من تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا.
وأضاف طه أن عدم اتخاذ أي إجراء حتى الآن أثار آمالًا بأن الإدارة الأمريكية قد تتبنى موقفًا أكثر حذرًا بشأن التعريفات الجمركية.
وألمح طه إلى أن الفضة لا تزال مدعومة بتوقعات إجراء المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، مما قد يُضعف الدولار ويعزز الطلب على السلع.
كما أكد طه أن المخاوف المستمرة بشأن العرض، خاصة في خزائن لندن، والطلب الصناعي القوي، خاصة من قطاع التصنيع، يعززان التوقعات الصعودية لأسعار الفضة.
من جهة أخرى، أشار طه إلى أن العقود الآجلة للنحاس شهدت تراجعًا يوم الأربعاء، حيث انخفضت إلى ما دون 4.30 دولار للرطل الواحد، وذلك للجلسة الثالثة على التوالي.
وأكد طه أن هذا التراجع جاء نتيجة المخاوف من تصاعد التوترات التجارية بعد تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين والمكسيك وكندا.
وأضاف طه أن معنويات السوق تأثرت أيضًا بالحذر السائد قبل عطلة رأس السنة القمرية الصينية الجديدة، بالإضافة إلى انتظار قرارات أسعار الفائدة المرتقبة من بنك اليابان والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وأشار طه إلى أن هناك بعض التفاؤل بأن الصين ستنفذ وعودها بتقديم المزيد من التحفيز الاقتصادي، حيث ذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن بنك الشعب الصيني قد يخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك في وقت لاحق من هذا الشهر.
واختتم طه بأن أسواق السلع الأساسية، وخاصة الفضة والنحاس، ستظل حساسة للتطورات الجيوسياسية والقرارات الاقتصادية الكبرى في الفترة المقبلة، مع توقعات باستمرار التقلبات في ظل عدم وضوح الرؤية حول السياسات التجارية العالمية، موضحا أنه في حين يعتبر معدن الفضة ملاذا آمنا يعد النحاس وقود الصناعة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.