قال الدكتور عبدالرحمن طه، خبير الاقتصاد الرقمي، إن أي سيطرة أمريكية على جزيرة جرينلاند قد يكون لها تأثير كبير على سوق اليورانيوم العالمي، نظرًا للاحتياطيات الكبيرة من اليورانيوم التي تتمتع بها الجزيرة.
وأكد “طه”، أن جرينلاند تحتوي على ما يقدر بنحو 1.5 مليون طن من اليورانيوم، مما يجعلها واحدة من أكبر مصادر اليورانيوم غير المستغلة في العالم.
وأشار طه في تصريحات خاصة لـ”المصري” إلى أن سيطرة الولايات المتحدة على هذه الموارد قد تؤدي إلى زيادة المعروض العالمي من اليورانيوم بنسبة تصل إلى 10%-15% على المدى المتوسط، مما قد يضغط على الأسعار الحالية لليورانيوم، والتي تستقر حاليًا حول 70-74 دولارًا للرطل.
وأضاف خبير الاقتصاد الرقمي، أن هذا السيناريو قد يدفع الأسعار إلى الانخفاض نحو 60-65 دولارًا للرطل، خاصة إذا تم تسريع عمليات الاستخراج والتكرير.
و ألمح إلى أن زيادة الإنتاج الأمريكي من اليورانيوم قد يقلل من اعتماد الولايات المتحدة على الواردات من دول مثل كازاخستان وروسيا، والتي تسيطر حاليًا على ما يقرب من 40% من الإمدادات العالمية.
من جهة أخرى قال طه، إن العقود الآجلة لليورانيوم استقرت دون مستوى 74 دولارًا للرطل، لتبقى قريبة من أدنى مستوى لها في 14 شهرًا عند 70 دولارًا للرطل، وذلك منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول 2023.
وأكد طه أن هذا الاستقرار جاء وسط استمرار النظرة إلى وفرة المعروض من اليورانيوم المستخرج، مما أثر على حركة الأسعار.
وأشار طه إلى أن المنتج الرئيسي لليورانيوم، شركة كزاتومبروم، تخطط لرفع إنتاجها من اليورانيوم على الرغم من الصعوبات التي تواجهها، بما في ذلك مشكلات تأمين حمض الكبريتيك والتعليق المؤقت لمشروعها المشترك Inkai.
كما أضاف طه أن شركات التعدين الأخرى، مثل بالادين إنرجي وبوس إنرجي، من المتوقع أن تزيد من الإمدادات العالمية لليورانيوم، وفقًا لتوقعات بنك UBS.
وأوضح طه أن وفرة المعروض سمحت للمرافق بإبرام عقود طويلة الأجل بشروط مواتية، مما حد من الطلب في سوق العقود الآجلة. وأكد طه أن هذا الوضع ساهم في الحفاظ على أسعار اليورانيوم عند مستويات منخفضة نسبيًا.
من جهة أخرى، ألمح طه إلى أن روسيا حظرت مبيعات اليورانيوم المخصب إلى الولايات المتحدة ردًا على قرار واشنطن بحظر واردات الوقود النووي الروسي.
ومع ذلك، أشار طه إلى أن الإعفاءات الواسعة التي منحها كلا الطرفين حدت من تهديدات الإمدادات، مما ساعد في استقرار السوق.
واختتم طه بالإشارة إلى أن أسعار التخصيب، التي تحول اليورانيوم إلى وقود نووي، لا تزال تحوم بالقرب من مستويات قياسية مرتفعة بسبب تعطل سلسلة الإمدادات منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومع ذلك، أكد طه أن وفرة المعروض من الكعكة الصفراء (اليورانيوم المركز) حافظت على أسعارها عند أدنى مستوياتها الأخيرة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.