يشهد الفيلم المغربي مريم “MARYAM” للمخرج والمنتج عمر الضنايا نجاحًا لافتًا في الساحة السينمائية، حيث تمكن من المشاركة في 20 مهرجانًا دوليًا، وحصد 10 جوائز تقديرًا لقيمته الفنية والاجتماعية. الفيلم الذي تم إنتاجه عام 2023 يمتد لـ16 دقيقة و46 ثانية، ويصنف ضمن فئة الدراما، مسلطًا الضوء على قضية حساسة ومؤثرة داخل المجتمع المغربي.
قصة الفيلم: معاناة فتاة مراهقة في مجتمع محافظ
تدور أحداث الفيلم حول مريم، فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا، تدرس في السنة الأولى من المرحلة الثانوية، وتنتمي إلى أسرة محافظة. تُعرف مريم بجديتها في الدراسة وحياتها الخاصة، فهي لا تفضل الخروج مع الأصدقاء وتحرص على طاعة والدها الصارم، مكرسة وقتها للعلم فقط.
لكن حياتها تنقلب رأسًا على عقب عندما تتعرض لاعتداء جسدي من قبل شاب أنيق ومنحرف أثناء عودتها من المدرسة. تصاب مريم بصدمة نفسية، وحين تخبر والدتها، تتملك الأخيرة مشاعر الخوف والقلق من رد فعل الأب، فتطلب منها إخفاء الأمر تمامًا عن والدها والجيران، تجنبًا للعار الذي قد يلحق بالعائلة وفقًا للتقاليد المحافظة.
ورغم جهود والدتها لإخفاء الأمر، تبدأ علامات الحمل في الظهور على مريم، مما يثير شكوك والدها، الذي يلاحظ التغيرات المزاجية عليها، فيجبر زوجته على إخباره بالحقيقة. وعندما يعلم الأب بما حدث، تتفاقم معاناة مريم، حيث تدخل في صراع نفسي واجتماعي مع العائلة والمجتمع، وينتهي الفيلم بنهاية صادمة تعكس واقع العديد من الفتيات اللواتي يعانين في صمت بسبب العادات والتقاليد الصارمة.
طاقم العمل والإنتاج
يضم الفيلم نخبة من الممثلين والتقنيين الذين ساهموا في تقديم هذه القصة المؤثرة، ومن بينهم:
الممثلون: روميساء العقاوي، عمر الضنايا، محمد الحمزاوي، نجوى الفايدي، عتيقة التويمي، توفيق روفيكس، وأسماء الشاهدي.
الإشراف على الفيلم: عمر الضنايا.
كتابة وسيناريو: لطيف المتوكل.
تصوير وصوت: عمر الضنايا وتوفيق روفيكس.
المونتاج: عمر الضنايا.
إدارة الممثلين: محمد الحمزاوي.
اختيار الممثلين (كاستينغ): عمر الضنايا وعتيقة التويمي.
الإضاءة: سعد الحارتي.
المساعدة في الإنتاج: سعيد بنديار.
إنتاج: INDEPENDENT PRODUCTION CMK GROUP.
نجاحات وجوائز متعددة
تمكن الفيلم من الوصول إلى 20 مهرجانًا دوليًا، حيث حظي بإشادات واسعة من النقاد والجماهير، وحصد 10 جوائز، مما يعكس قوته الفنية ورسائله العميقة التي تسلط الضوء على قضايا اجتماعية حساسة.
رسالة الفيلم وتأثيره
يعكس فيلم “MARYAM” الواقع القاسي الذي تعيشه بعض الفتيات في المجتمعات المحافظة، حيث تسود الأعراف والتقاليد على حساب العدالة والإنسانية. من خلال قصة مريم، يسلط الفيلم الضوء على معاناة الضحايا اللواتي يجدن أنفسهن محاصرات بين الخوف من العار والضغوط العائلية، مما يجعله عملًا سينمائيًا قويًا يدعو للنقاش والتفكير.
يواصل الفيلم رحلته في المهرجانات الدولية، حيث يلقى اهتمامًا كبيرًا من صناع السينما والجمهور، ويثبت أن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيهية، بل أداة قوية لنقل الرسائل الاجتماعية ورفع الوعي حول القضايا التي تؤثر على حياة الأفراد والمجتمعات وكانت هذه اخر الجائزة التي فاز بها الفيلم.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.