Take a fresh look at your lifestyle.

هبة حرب تكتب: وفي النهاية البقاء لأصحاب الأرض 

43

خمسة عشر شهرًا من الحرب والدماء والتخريب والتدمير عاشها أهل غزة، ما بين ويلات حرب ونقص وصل إلى حد انعدام مصادر الحياة من طعام أو شراب أو دواء، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح والبقاء انتصر لأصحاب الأرض.

وبعد غطرسة وغرور الكيان المحتل، نجح الوسطاء في الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تضمن تبادل الرهائن والأسرى، والإفراج عن معتقلين من قطاع غزة تم أسرهم بعد 7 أكتوبر، وفتح معبر رفح بشكل دائم لتسهيل حركة الأفراد والبضائع، وإدخال مساعدات إنسانية يومية تشمل الغذاء والدواء، بجانب أيضًا انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من المناطق المكتظة، بما في ذلك محور فيلادلفيا وشمال غزة، والسماح بعودة النازحين تدريجيًا إلى منازلهم، وهو ما يعتبر خطوة إيجابية نحو تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وإعادة الحياة الطبيعية إلى قطاع غزة.

نعم لم يكن هذا بلا ثمن، بل جاء بعد استشهاد أكثر من 46 ألف شهيد، وما يزيد عن 110 ألف مصاب من أبناء قطاع غزة، لكن لم تذهب هذه الدماء هباءً.

وهناك أيضًا من يستحق الإشادة و التقدير، وهم الأبطال من رجال ونساء وشيوخ وأطفال من أبناء قطاع غزة، الذين تمسكوا بالبقاء في شمال قطاع غزة، ويقدر عددهم بأكثر من 300 ألف شخص، الذين لم يتركوا الأرض بل صمدوا حتى النهاية، وذلك برغم النقص الذي وصل إلى حد عدم الوجود لإمدادات المواد الغذائية والدواء.

هؤلاء من أدركوا أن الهدف الرئيسي للعدو هو الأرض، وتهجيرهم منها هو ما يسعى إليه الاحتلال بكل ما أوتي من قوة، لذا، فقد تحصنوا بالأرض وتمسكوا بها، وقاتلوا الاحتلال ونقص المواد الغذائية وانعدام كل سبل الحياة، وهم في الحقيقة أهل الرباط، وأصحاب الأرض التي انتصرت لهم برغم كل الصعاب.

ولعل ذلك يؤكد أن البقاء في النهاية سيكون لأصحاب الأرض، وأن الانتصار سيكون لأصحاب القضية، وما حدث خلال الخمسة عشر شهراً الماضية، من شتى ألوان الجحيم ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة على يد قوات الاحتلال، خير دليل على هذه الحقيقة والنتيجة النهائية مهما طال الزمن.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.