Take a fresh look at your lifestyle.

طارق درويش يكتب: مصر وطن يحضن الجميع ويرفض السقوط

54

سقطت بعض الدول العربية في وحل الفوضي والانفلات بسبب الخيانة والعمالة وبيع الوطن ببخس الثمن والندالة.

ولم يكن هذا السقوط مجرد صدفة، إنما كانت هناك محددات واستراتجيات ممنهجة لدول مخابرات تشعل فتيل الفرقة وترسخ لمفاهيم هدم الأوطان باستغلال ضعاف النفوس والمنبطحين على أرض الخوارج وتجار الدين الإرهابين والمموالين من الخارج الذين فقدوا الإنسانية والشرف وراحوا يلهثون وراء الدولارات المسمومة الملوثة بدماء الأبرياء داخل تلك الأوطان التي وقعت وانفرط عقدها بسب الانسياق خلف الشائعات ونيران التمزق التي أحرقت كل شيء.

انهارت ليبيا بعد أن تدخلت الدول الغربية بجماعات مسلحة إرهابية من جنس ونوع، تحت شعار المسلمين لتشويه صورة الإسلام ثم لنشر الإرهاب بشعارات رنانة بحجة تخليص ليبيا من الحاكم الظلم من وجهة نظر الصهيونية والإمبريالية الأجنبية.

واستخدم الغرب الصهيوني الناهب والسارق لمقدرات ليبيا من البترول والغاز والمواد الخام جماعة داعش المصنوعة خصيصًا لإسقاط الدول ومحاربتها بالوكالة والعمالة عن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، تلك الدول الأحنبية ذات الفكر الاستعماري الهادف إلى تقسيم الدول إلى دويلات حتى يكون هناك تناحر دائم مسلح دموي يضمن عدم وجود جيش نظامي قوي يواجه تحديات فكرة إقامة دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات.

واستغلت الدول الاستعمارية؛ أصحاب الأمراض النفسية المتغطرسين من عشاق الدولارات والخونة في تنفيذ مخططاتها الإجرامية وتم تنفيذ تلك الخطط بنفس الأسلوب والطريقة في سوريا وسقطت سوريا وتدمرت بسبب انشقاق أهلها واختلاف رؤى أولادها والسعي إلى رغباتهم السوداء في نشر الفوضى والتشرزم والانفلات.. وقد حدث السقوط.

ووسط ضجيج الانقسام كما هو الحال في السودان؛ تناثرت وحدة الشعب إلى طوائف مختلفة متناحرة أدت إلى تدهور الدولة بصورة مفزعة.

كلها سيناريوهات معدة من جانب أمريكا وإسرائيل وبمعاونة بعض الدول لتنفيذ مخططات هدم الشعوب وتغيير خريطة الشرق الأوسط.

واستغلت إسرائيل حالة الوهن والضعف التى أصابت الدول العربية لترتكب المجازر وتقتل الأبرياء وتحتل المزيد من الأراضي في غزة ولبنان وسوريا.

لقد أصبحت الصورة واضحة، أن أمريكا تدعم اسرائيل لنهب ثروات العرب ووضعهم دائما تحت مقصلة التمزق والضعف بحروب تهدم اقتصاديات الدول العربية وتحرض على أفكار الخروج على الحاكم باستخدام مبررات واهية وقوانين دولية لا تطبق إلا على الدول العربية.

والحق يقال أن الشعب المصري رفض السقوط وكشف ألاعيب وقواعد اللعبة الدولية الخبيثة التي جاءت بجماعة الإخوان الإرهابية إلى حكم مصر لمدة سنة كانت هي الاسوأ في تاريخها.

وكانت فكرة فرض الأمر الواقع وحكم مصر بالدم والقتل والإرهاب هي فكرة أمريكية إسرائيلية، وشواهد ذلك العملية؛ تنازل الجاسوس مرسي، عن جزء كبير من سيناء عندما جاء كارتر الرئيس الأمريكي إلى مقر الجماعة الإرهابية وحصل على وثيقة الخيانة من مرسي، وفي حضور مكتب الإرشاد الإرهابيين، وكذلك عندما ذهب قيادات الإرهابية إلى الكونجرس يطالبوا بالتدخل لإنقاذ رئيسهم الجاسوس.

وأيضا القبض على ضابط مخابرات إسرائيلي في ميدان التحرير، وتورط أعضاء الجماعة الإرهابية في نشر فيديوهات مفبركة عن تورط أعضاءها للقتل وإلصاق الاتهامات بالجيش والشرطة والإساءة إلى شخص فخامة الرئيس السيسي.

يحسب للشعب المصري، أنه لم يستجيب للشائعات ورفض الانسياق وراء المؤامرات وأبى السقوط بعزم الشعب الذي يؤمن بالوطن ويعشق أرضه ويرفض كل أفكار الشر والهدم المصنوغة بمخططات شيطانية أجنبية.

وما زال الشعب يواصل مع رئيسه وجيشه وشرطته وكافة مؤسساته، ضرب المثل الرائع في الشموخ وعزة النفس التي تمانع كل ما هو مدمر أو ممزق للوطن داخليًا وخارجيًا.

لذا أقول لرأس الحكم في مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي، سير على بركة الله، وأنار الله طريقك لكل الخير والبناء والتطوير، وأن كل ما تقوم به محمود ومعلوم، ولا يستطيع كائن من كان أن ينكره إلا الجاحدين المموالين والمأجورين والعملاء.

واقول إنه ينبغي أن يحضن الوطن كل أبنائه الشرفاء ويحاوط عليهم بقوانين تعضد الانتماء وتناهض التهميش السياسي بكل معاني المشاركة السياسية المصاونة بالدستور في مواده 87 و92.

بقلم الكاتب الصحفي طارق درويش رئيس حزب الأحرار الاشتراكيين

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.