Take a fresh look at your lifestyle.

سامي عبد الراضي يكتب: وائل الإبراشي.. “مفتقدينك يا نجم”

98

يبقي ويظل وائل الابراشي واحداً من ” صنايعية ” الصحافة والتلفزيون ..وتحقيقاته وخبطاته وغرفته في مبنى روزاليوسف العريق ..شاهدة على التألق والنجومية وانطلاق اسمه كالصاروخ بين ابناء جيله .

وجاءت خطواته التليفزيونية سريعة وجريئة ..فهو رئيس التحرير لعدد من البرامج ..ثم يظهر كمحقق عظيم في برنامجه ” الحقيقة ” ..وكان البرنامج يذاع مسجلاً مرة اسبوعياً واستطاع من خلاله ان يزاحم الكبار .

ثم جاءته الفرصة الاقوى والأكبر في البرنامج الشهير والتاريخي ” العاشرة مساء ” خلفاً للمتألقة منى الشاذلي ..وكان السؤال:” وهل يتمكن وائل من مليء فراغ تركته منى بطلتها وثقلها ورزانتها وارتباط جمهور دريم بها ؟!.

الإجابة جاءت من خلال الابراشي نفسه ..هو الوحيد الذي رد وسيطر وأحكم قبضته على ” العاشرة ” ..

وقبل مرور عام على ظهوره المستمر ..صار في الصف الاول ..واصبح البرنامج لها طبعة وبصمة خاصة اسمها الابراشي .

اتذكر كثيراً من المواقف جمعتني بالأستاذ وائل في العاشرة..أولها مشادة كبيرة بيننا على الهواء مباشرة ..بسبب خطأ ارتكبه زميل في البرنامج ..وعاد الرجل وبشجاعة الكبار وقال :” اعتذر عن الخطأ ” وبدوري ..ذهبت اليه في الاستوديو واعتذرت له عن ” الشدة ” اللي كنت فيها .. قبلها بسنوات بدأت علاقتي به ..واستمرت ولم تهتز.. بل تعمقت ..وعملنا سوياً في ٢٠١٥ ..وكاد عقلي يتوقف ..ما هذا وما الذي يفعله ..وجدته لا ينام ..يرد على كل الاقتراحات في اي وقت من اليوم ..في الساعات الاولى من اليوم ..في السادسة ..في السابعة ..١١ ظهراً وهكذا طوال اليوم ..وكان يحضر قبل كل حلقة ..يشاهد كل التقارير كاملة ..ويعدل ويضيف ويضع بصمته

.

على مستوى المهنة والاداء ..معلم كبير ..فلا ضيف يعلو عليه ..ولا جملة توقفه ..ولا موقف يهزمه ..متمكن من ادواته وثابت ..ولديه حس كوميدي مرعب ..اثناء وقبل وبعد الهواء .

اتذكر مرة في ليلة شتاء ..وكان الموضوع عن تلاميذ مدرسة من الغربية دهسهم قطار في رحلة مدرسية بالشروق في القاهرة ..واستضفنا الاسر..وطلب وائل أن نأتي بمدير المدرسة ليدخل ويتحاور ويرد ..

وظل زملائي في البرنامج من حتى بعد صلاة الفجر وهم يتصلون بالرجل والرجل لا يرد ..وكل فاصل يسأل وائل :” عايز المدير ” ..تخيل الحلقة من ١٠ بالليل ل ٤ الفجر ..

المهم بعد صلاة الفجر ..ربنا اكرمنا والراجل رد ..ومن لهفة الزميل ..دخل الضيف على الهواء مباشرة ..دون ان يقول له :” مين معاه ومين ضده ولا ايه الحكاية “

وقال له الابراشي : صباح الخير ..وائل الابراشي معاك ..

ويبدو ان الرجل كان نائماً طوال الليل من البرد ..ورد على التليفون وهو بين النوم واليقظة..ويبدو انه ظن ان ذلك حلماً ..فضحك ..وكانت ضحكته مستفزة ..لاسر الضحايا في الاستوديو ..فقال له وائل بلغته الفصحى وطريقته المعهودة ووجه الجاد:” اتضحك وقد قتلت الاطفال ..اتضحك وقد شردت اسراً وابكيت امهات واحزنت اطفال ..انت داعشي قاتل ..قاتل ..قاتل “

ورد الرجل ..انا مش قاتل ..انا مقتلتش حد ..انا ..انا ..والمهم ان وائل ” سفلته” .

مشوار الابراشي رائع ومؤثر ..وكان انضمامه للتلفزيون المصري حدثاً مهماً ..واضافة قوية وعظيمة ..تليق ب وائل وتليق ب ” ماسبيرو ” .

ربنا يتم لك الشفاء على خير وترجع لنا بالسلامة ..مفتقدينك يا نجم .

  • الكاتب الصحفي سامي عبد الراضي مدير تحرير جريدة الوطن

التعليقات مغلقة.