وفاء شهاب الدين تكتب: نوال السعداوي المفكرة التي ظلمتها الأفكار المسبقة
حين أُعلن عن وفاة الدكتورة نوال السعداوي، العلّامة والمُفكرة الكبيرة، علمت أن أبواب حرب مجتمعية ستشرع على اتساعها بين جحافل المجاهدين بالشتائم وإيموشن الضحك شماتة في موتها.. وبين القراء الذين يحاولون الدفاع عن سيدة لها أربعون كتاباً شكلت وجدان الكثيرين وصدق توقعي الحرب هنا ليست بين حق وباطل ولا فكرة مقابل فكرة انها حرب لمجرد الحرب لا ينتج عنها تصحيح فكرة ولا إضافة قيمة جديدة كل ما في الأمر حملة شعواء ضد المفكرة الفقيدة وبين من قرأوا لها وشعروا بالظلم الذي لحق بها أو حتى قرأوا لها ولم يتفقوا مع افكارها لكن قيمهم تأبى طعنها بلا ذنب وهي متوفية لم تدفن حتى!.
لم تكن نوال السعداوي امرأة عادية حتى تعيش وتموت كملايين النساء في الظل بل كانت محاربة في مضمار العلم والثقافة والفكر ومدافعة عن حقوق النساء التي لمست بنفسها ظلم المجتمع لهن وممارسة أقسى درجات القمع الجسدي والنفسي عليهن حتى انها تعرضت لتجربة من اقسى التجارب على الاطفال وهي الختان وقد أثبتت بالعلم أنه يضر المرأة جسديا ونفسيا ويسبب انهيار أسر كاملة وغيرها من الأفكار التي ناقشتها بصورة علمية فغضب من النتائج التي توصلت إليها رجال الدين وتمت مهاجمتها بعنف لا يليق وتكفيرها بل تعرضت لدعوى حسبة للتفريق بينها وبين زوجها! أدين لكتابها “المرأة والجنس” بتغيير الكثير من معلوماتي وأفكاري وأدين لها بالدفاع عنها كما دافعت عن النساء وأظهرت الحقائق المخفية منذ مئات السنين على إخفائها وتسببت في شيطنتها أمام العامة الذين لم يقرءوا لها سطراً واحداً ولم يستكشفوا فكرة واحدة حقيقة من افكارها وهي آفة مجتمعنا للأسف مجتمع اقرأ الذي لا يقرأ وإن قرأ يكتفي بنوع واحد او اكثر للتسلية وليس للعلم حتى أن دور النشر التي تهتم بنشر الكتب الثقافية والعلمية تعاني من عدد مبيعاتها وأنا بحكم عملي في إحداهن أتكلم عن علم وليس مجرد افتراض لم يكن تعامل المجتمع مع الدكتورة نوال التعامل المثل فقد تم تكفيرها مراراً وتكراراً والنيل منها والتنمر على ملامحها وشعرها الذي رفضت صبغه فهى الأنثى الواثقة من طبيعتها المتحديه لقواعد الجمال التي فرضها المجتمع على نسائه بينما كافأها الغرب على جرأتها وقوتها وشجاعتها في مواجهة هذا السيل المدمر وحيدة لا يرافقها سوى قلم.
المزيد من المشاركات
التعليقات مغلقة.