Take a fresh look at your lifestyle.

الحبيب النوبي يكتب: أجددها في 2025.. ديني لنفسي ودين الناس للناس

19

بقلم – السفير الدكتور الحبيب النوبي
هل استمعت واستشعرت معاني الحب الإلهي لتدرك حلاوة معاني كلمات الحلاج حينما قال منذ مئات السنين “والله ما طلعت شمس ولا غربت، إلا وحبك مقرون بأنفاسي، ولا خلوت إلى قوم أحدثهم، إلا وأنت حديثي بين جُلاسي، ولا ذكرتك محزوناً ولا فرحاً، إلا وأنت بقلبي بين وسواسي، ولا هممت بشرب الماء من عطش، إلا رأيت خيالا منك في الكأس، ولو قدرت على الإتيان جئتكم، سعيا على الوجه أو مشياً على الرأس، مالي وللناس كم يلحونني سفهاً، ديني لنفسي ودين الناس للناس؟”.

هل تدرك معنى أن تسلم وجهك وقلبك وعقلك وضميرك لله فتدرك أنه المنعم والخالق والمضطلع على سرائرك ونيات فعلك وقولك؟.. هل تيقنت أن عامود التعليم النبوي هو حديث “إنما الأعمال بالنيات ولكل إمرئ ما نوى؟”.. هل تفهم معاني تلك الكلمات البسيطة العدد والمعنى عميقة المضمون والقيمة؟.. هل تدرك أن رياؤك في صلاة مكشوف لله؟.. هل تدرك أن أفعالك ظاهرة له؟.. هل تدرك ان صدق النيات هي أساس القرب من الله؟.. هل تعلم أن الله لا يطلب منا امتلاك القدرة بل امتلاك النية الصادقة؟.

 

هل تتفهم معنى الأية الكريمة التي أمر الله فيها نبيه الخليل إبراهيم بأن يؤذن في الناس بالحج؟.. هل تعمقت في معانيها؟.. هل سعيت لإدراك أبعادها؟.. هل سكن قلبك الهدف منها بأن عليك الأذان ولو في صحراء ليس معك بها أحد وأن الله عليه الإبلاغ بما تقول ليسمعه كل صاحب قلب وكل باحث عن هدى وكل طالب لنور في طريق؟.. هل تعلم أن تلك نفس سياسة النبي نوح إذ مكث بين قومه يدعوهم للايمان بالله تسعمائة وخمسون عاماً وهم يسخرون منه بينما هو يبني سفينة في صحراء جرداء ليس بها شبر مياه؟.. هل تتفهم صعوبة الموقف وأنت تفعل ما لا يفهمه الآخرون ولكنك فقط تصدق النية وتواصل الآذان؟..
هل توقفت عند حديث إن قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها؟.. هل أدركت فلسفة الأعمار لأخر لحظات الحياة؟.. هل تفهمت مهمتك في الحياة وانها تتلخص في غرس الفسائل لا إنباتها، فالإنبات صنيعة الله والغرس فعلنا؟.. هل تدرك معاني الحديث الشريف بأن تترك بصمتك في الحياة بإعمار حتى لو كنت في طريقك للحساب أو كان الغرس هو أخر ما تفعله في الدنيا؟.. هل تتفهم هذا وتفعله؟.

هل تدرك الهدف من وجودك في الحياة وكيف أنك عابر سبيل بها مهما طالت أيامك بها؟.. هل تعلم أن غالبيتنا يتناسى أن ما نعيشه في الدنيا هو مرحلة قصيرة للغاية نتنافس ونختلف ونضمر الشر لبعضنا البعض بينما نتناسى الحياة الأطول التي سنحيا فيها الى أبد الآبدين ومؤهلنا لها هي حياتنا الدنيا وما فعلنا بها وكله مكتوب؟.

 

هل حاسبت ذاتك على ما تفعله في نهاية كل يوم؟.. هل راجعتها في نهاية كل عام؟.. هل عاتبتها وطلبت منها تصحيح ما اقترفت قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه حساب ولا تأنيب؟.. هل لمتها على تجاهل لطالب مساعدة، أو قسوة على طالب مرحمة، أو تعالي على صاحب عزة هجرته الأيام؟.. هل قومتها في طريقها؟.. هل هذبت خلقها ووضعتها في حجمها فلم تأسرك عطايا الحياة بمال أو نفوذ أو إطراء؟.. هل صاحبتها في الدنيا معروفاً فلم تتركها تذل ولم تتركها تظلم؟.. هل عودتها على خشونة حياة ورضا في عسر و قناعة في يسر؟.. هل أخبرتها كل يوم بأن الرحيل آت لا محالة في لحظة غير معلومة وعليها الاستعداد في كل لحظة فهي لا تعرف متى ترحل؟.. هل عودتها تحضير حقيبة الرحلة الطويلة ليكون فيها ما يقيها حر لا تطيقه وبرد لا تتحمله؟.

و يبقى أعظم تغيير تفعله في الحياة أن تغير نفسك أنت وشعارك “ديني لنفسي ودين الناس للناس”.

مقال ديني لنفسي للسفير الدكتور الحبيب النوبي

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.