أزمة الدولار وتأثيرها على المواطن.. الدكتور طارق محمود يتحدث لـ “المصري”

توقع الدكتور طارق محمود، الخبير الاقتصادي، أن يشهد سعر الدولار قفزة جديدة خلال العام الجديد 2025، مشيرًا إلى أن البنك المركزي يراقب الوضع عن كثب.

وأشار  «محمود» إلى ضرورة تصريف المنتجات بالأسعار الحالية نظرًا للتوقعات المستمرة في ارتفاع الدولار، موضحا أن هذا الأمر يعكس عادة شائعة بين التجار والمستوردين في مصر، حيث يلجؤون إلى تخزين السلع انتظارًا لارتفاع الأسعار قبل بيعها مجددًا بأسعار أعلى، ورغم اعتيادية هذه الممارسات، فإنها تزيد من الضغوط على السوق وعلى المستهلك في الوقت ذاته.

وأكد الخبير الاقتصادي في تصريحاته  الخاصة لـ”المصري”  أن ارتفاع الدولار أمر متوقع، لكنه أوضح أن المشكلة الكبرى تكمن في أن كافة مناحي الحياة أصبحت تعتمد عليه بشكل مفرط.

وأعرب عن دهشته من وجود دول أقل موارد من مصر، مثل السودان وبعض الدول الأخرى، لا تتمركز بهذا الشكل حول العملة الأمريكية رغم الأزمات الاقتصادية التي تمر بها، منوها على أن الأزمة التي نوجهها اليوم جاءت نتيجة عوامل وأحداث فرضت علينا دون استعداد كافٍ، وبدلًا من التفكير فيما مضى.

وشدد «محمود» على أهمية مواجهة التحديات الراهنة والعمل على إعادة التوازن الاقتصادي والاجتماعي، كما فعلت دول أخرى تعرضت لأزمات مشابهة مثل فرنسا والصين واليابان.

وتطرق إلى تأثير الأزمة على حياة المواطن العادي، مبينًا أن الأسعار تشهد زيادة فورية مع ارتفاع الدولار، كما تحدث عن ظواهر خطيرة أخرى، منها ممارسات غير أخلاقية مثل إعادة بيع الزيت المستخدم الذي يُجمع من المنازل والمحلات بطريقة غير آمنة، مما يسبب أضرارًا صحية خطيرة تصل حد الأمراض السرطانية.

وعبّر عن أسفه لتدهور قيمة حياة المصريين ليس فقط لإهمالهم أنفسهم، بل أيضًا بسبب استغلال أصحاب المصالح لهم، مضيفا إلى  أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب الضمير.

وأوضح أن الاستغلال المادي بات السمة الرئيسية لجميع تعاملات اليوم دون أي اعتبار للأثر الاجتماعي الخطير الناتج عنه، مشيرا إلى أن مبادئ مثل القومية العربية والتكافل الاجتماعي قد تراجعت، لتحل محلها المصالح الفردية.

وحذر من أن الحلول ليست سهلة وتتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، مطالبا الحكومة بوضع سياسات صارمة تحمي المستهلك وتراقب الأسواق بشكل فعال، وحث التجار على التخلي عن الجشع والعمل بمسؤولية أخلاقية.

رسالة إلى المواطن والجيش والشرطة

ودعا  الدكتور طارق محمود، الخبير الاقتصادي، المواطنين إلى التحلي بالصبر والثبات لمواجهة التحديات الحالية، لافتا إلى دور الجهات الأمنية والجيش في التحفظ على استقرار الأمن، معربًا عن أمله بأن يمتد هذا الاستقرار للجانب الاقتصادي والغذائي.

مطالب المواطن المصري

وبالنسبة لمطالب الشعب المصري، أكد أن أبرزها تتلخص في حياة كريمة توفر الطعام الصحي، الماء النقي، الملابس المناسبة، والمسكن اللائق، مختتما  حديثه بأن تحقيق العدالة والكرامة للجميع ممكن بالإرادة والتعاون الجماعي.