مصطفى بيومي يكشف المسكوت عنه في عالم يحيى حقي
كتب.. إيهاب مسعد
صدر حديثًا عن دار غراب للنشر والتوزيع، كتابا جديدا بعنوان «المسكوت عنه في عالم يحيى حقي» للكاتب مصطفى بيومي.
وقال الناشر عن الكتاب، عبر نصف قرن تقريبا، منذ منتصف العشرينيات إلى قرب منتصف السبعينيات من القرن العشرين، يقدم يحيى حقي “1905-1992” إنتاجا نقديا وفكريا غزيرا، فضلا عن ترجمات ذات شأن، أما عن منجزه الإبداعي الرائد عظيم القيمة، فإنه محدود على الصعيد الكمي، لا يتجاوز رواية وحيدة: “صح النوم”، وسيرة ذاتية فريدة: “خليها على الله”، وخمس مجموعات قصصية: “قنديل أم هاشم”، “دماء وطين”، “أم العواجز”، “عنتر وجولييت”، “الفراش الشاغر”.
وأضاف، يحظى إبداع حقي باهتمام نقدي لافت مستحق، يتوافق مع ريادته المتفق عليها وأهمية الدور الذي يقوم به في تاريخ الأدب المصري، القصة القصيرة تحديدا، ودراستنا هذه تنشغل بقراءة وتحليل جوانب من “المسكوت عنه” في عالمه الثري. يجتهد الباحث قدر طاقته لإعادة اكتشاف وإنتاج رؤى ومعالجات لم تحظ بالاهتمام من قبل، ويتحقق ذلك المسعى عبر سبعة فصول:
– الخمر والمخدرات
– الوظيفة والموظفون
– الأم
– الشذوذ الجنسي
– شخصية الخادم
– السجائر
– شخصيات مختارة من عالم يحيى حقي
ويتوقف الفصل الأخير هذا، عبر عدد من شخصياته الفاعلة المؤثرة، أمام رؤية حقي السياسية، خصوصية تعبيره عن طبيعة العلاقة بين الشرق والغرب، معالجته غير التقليدية للمحسوبين على رجال الدين من منظور اجتماعي، اقتحامه الجريء لقضايا شائكة معقدة عن وضعية المسيحيين في مصر، ونشاط الدعارة وتجارة الجسد، واتساع الواقع للشخصيات المغامرة ذات الطابع الغرائبي، وانتشار المهمشين القابعين في القاع الطبقي، وهموم المدرسين وعالم التعليم، وصولا إلى نماذج نسائية تعبر عن شرائح دالة لا يكتمل تشكيل خريطة الحياة المصرية بمعزل عن إدراك أهميتها.
يقدم يحيى حقي، مسلحا بالبراعة الفنية والتسامح بلا ضفاف ومخاصمة الإسراف الانفعالي المرذول، شهادات عميقة تستدعي الاهتمام والتأمل، وتبرهن على ما يتمتع به من رؤية ثاقبة وقدرة على التفاعل مع معطيات الحياة المصرية بما يتجاوز الظاهر السطحي المباشر، منتصرا ببساطة وعمق لعظمة الإنسان في توهجه وانكساره على حد سواء.
يذكر أن الكتاب سيكون متاحا في جناح دار غراب ، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقبل في دورته الـ 56 في قاعة 1 جناح b24.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.