Take a fresh look at your lifestyle.

رضا عبد السلام يكتب: الإذاعي الشاعر الدكتور كمال نصر الدين

61
بقلم الإذاعي رضا عبد السلام
تقف له أعواد الميكروفون احتراما وتبجيلا وتوقيرا وتستقيم له اللغة طيعة سهلة ميسرة وتحتفي به ساحات الإذاعات الخارجية في المساجد وصالات المؤسسات الإسلامية وتتزين به ميادين البلاغة والفصاحة والتألق الباذخ في تصدير المعاني السامية الراقية والوقوف بأستاذية مع الكبار من سدنة هذه الإذاعة العريقة إذاعة القرإن الكريم.
الدكتور كمال نصر الدين المثال الأوفي للتوفيق والتفوق والنبوغ واحتلال الصدارة بحق في ميدان هذا الإعلام المحترم الذي يقدم صورة الإسلام الوسطي بلغة يعرف أسرارها ويسير أغوارها ويسبح في بحور البلاغة ليستخرج الدرر الثمينة ويقدمها في أبهي صورة وأروع بيان.
وأنا ممن استقبلوا هذا الإذاعي الكبير في أولي خطواته في هذا المبني العتيق الرابض علي نيل القاهرة فكان مثالا للاجتهاد والتفوق وجزي الله الدكتور فوزي خليل خير الجزاء إذ أعطي له الفرصة كاملة فكان علي الموعد مذيعا يملك أدواته ويسلك في سبيل ذلك بلغة مستقيمة وأداء هادئ رصين.
وهذا الإذاعي الكبير شاعر رقيق الإحساس رهيف المشاعر عبقري الكلمة ولأني أحب الشعر وأطرب له وأهيم به وأري الشاعر زبدة البشر ية وتاج الإنسانية لذلك فانا من حواريه لانلتقي إلا إذا فتحت مغاليق الشعر عنده فتنطلق الكلمات والمعاني ومن عيون شعره هذه القصيدة التي يتحدث فيها عن إذاعة القرآن الكريم يقول فيها
هي قبل أنسام الصباح بشيرةٌ
هي في سكون الليل حِضنُ أمانِ
هي في سماء المجد شمسٌ حولها
أمجادُنا العظمى ظلالُ معانِ
كم من نجوم أينعت في أفقها
نشروا ضياء العلم والإيمانِ
وسطيةُ الإسلام فيها نفحةٌ
من هدي طه المصطفى العدناني
وتمج كلَّ تطرفٍ وتشددٍ
ما الدينُ غيرُ اليسر والإحسانِ
وتربعت في السبق غاياتٍ لها
أزهى من الإعلام والإعلانِ
والمصحف الصوتي ينطق شاهدا
هل قبلها سمعت به أذنانِ
وبرامج التفسير فيها آية
في اليسر والتيسير والإتقانِ
فيها البريد يزيل كل عصية
في الفقه أحيانا وفي الأذهان
وظلال هدي نبينا ودقيقة فقهية وحدائق الإيمان
وبلاغة المختار فيها غاية
منوال من يبغي نسيج بيانِ
في سيرة ومسيرة فياضة
بالخير والإحسان والعرفان
فيها لكل الطالبين هداية
من شيبة وشبيبة شبانِ
وتحلق الفصحى وللفصحى بها
وطن
كما لبلابل الأغصانِ
أنغامها طابت فطاب أثيرُها
وأنا أسير الحُسن والوجدانِ
هي للفضائل والمكارم جنة
يا من تريد تقدمَ الأوطانِ
كم فندت من شبهة وتمنعت
من فتنة رمانةُ الميزانِ
يا رب فاجز الخيرَ كل الخير من
قاموا على الإنشاء والبنيانِ
واحفظ بها مصرَ الكنانةَ إنها
حِرزٌ بما بثت من القرآنِ
هي خير أعمالي ومالي غيرُها
حتى أنالَ مثوبةَ الرحمنِ
روحي بها في خير ما أبغي لها من غاية التوحيد والإيمانِ
لو جاءني المَلَكانِ في قبري فلا
أخشى سؤالا إن هما سألاني
سأقول في ثقة الخبير بربه
إني مذيع إذاعة
وفي رائعة من روائعه الشعرية يمجد فيها الشعر هذا الفن الخالد ويذكر نفسه ومن هم علي الطريق مثله في دروب هذه الحياة يقول
ستذكرنا القصائد حين نمضي
كما مضت الأوائل راحلينا
ستذكرنا أغاريد الليالي
وتبكينا كراما ماجدينا
ستذكرنا أغاني العشق لحنا
سكبنا سحره في العاشقينا
ستذكرنا محاريب التجلي
وتذكرنا جباه الساجدينا
ستذكرنا المعاني باذخات
وتذكرنا الفضائل فاضلينا
سيدوي صوتنا في كل حر
يفجر عزمه في الثائرينا
سيبقى الشعر ما بقي البرايا
غذاء الروح مؤتلقا مكينا
فدين الشعر قدسي المرامي
ندين به على الأيام دينا
فلا تألوا على الشعراء دمعا
فدمع الشعر كم يهمي سخينا
فإنا معشر الشعراء عشنا
لنسعدكم وإن كنا شقينا
تموت جسومنا والروح تبقى
ونبلى سابقين ولا حقينا
كما مضت الأوائل سوف نمضي..
ولكن.. في ركاب الخالدينا
وفي قصيدة أخري من عيون قصائده يمتع القول ويغذي الأرواح ويشجي النفوس بهذا النظم الرائق من بديع الألفاظ والمعاني في مديح أعظم الخلق وإمام الحق سيدنا محمد فيبدع القول
نور على الدنيا أضاء وأزهرا
وتأرج الكون العظيم تعطرا
بطحاء مكة أنجبت خير الورى
وبه تتيه -وحقُها- أم القرى
فبمثل طه تستطيل وهادُها
ويتيه إذ وطئ الثرى هذا الثرى
هل في الوجود كمثله ومثاله
في نوره وكماله أحد يُرى
كلا وربي إن طه جوهر
متفرد في الحسن حسبك جوهرا
يا يوم مولده تجيء فينتشي
فيك الوجود تزينا وتبخترا
سيظل ذكرك ناغما متناغما
تشدو به الأكوان أبلج أنورا
وأختم بما جادت به نفسه الشاعرة تجاه زميلنا الراحل أحمد همام في أبيات لرثائه عليه رحمة الله
إلى الرضوان يا همام تمضي
كريما يلحق الصحب الكراما
مع الأحباب في جنات عدن
سلاما يا أحبتنا سلاما
عزاء النفس بعدكمو رجاء
ومن يرج الكريم
فلن يضاما
لعل الشمل يرجع ذات يوم
وفي الفردوس يلتئم التئاما
هذا الإذاعي الشاعر الدكتور كمال نصر الدين فخر إذاعة القرآن الكريم وابن من أبنائها البررة المخلصين. رضا عبد السلام
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
من صفحة الإذاعي رضا عبد السلام على فيسبوك

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.