حكاية المَلِك الغائب .. قصة قصيرة للكاتب فكري عمر
وقف ملكٌ من ملوك الزمن القديم أمام مرآة فضية ذات إطار مُذهَّب، كانت المرآة أعجوبة جديدة غنمها فى حربه الأخيرة من مملكة شرقية، فنصبها حُرَّاسه على حائط مواجه لسريره. أخذ يطيل النظر إلى جسده بداخلها، يرفع يديه، يضحك، يُبرز أسنانه، ثم يصمت مراقبًا كل خلجة من خلجات وجهه، أو رفة جفنيه، أو فكرة تُولد فى رأسه. ولساعات ظل يروح ويجيء أمام وجهها بكامل أبهته وبهائه. كانت أضواء المشاعل تحيطه بهالة من ضوء نارى بعث فى قلبه الدفء، لكنه لم ينس لتلك المرآة العجيبة، منذ مجيئها، استيلائها على اهتمام الملكة طوال جزء من نهارها وجزء من ليله، ولم ينتبه للإشارة فى وقتها، فكادت من دهشته أن تسرق منه نصف يومه الآخر.
المزيد من المشاركات
التعليقات مغلقة.