عكس كل كارهي الفن، أو مَن يجهلون قيمته وقدره، الذين يستخدمون لفظ “المشخصاتي” للسخرية، لم أعتبر يومًا منذ تفتح وعي ودراكي للفن وصف “المشخصاتي” إلا كوصف إيجابي، وتفضيلي لا يستحقه إلا “الممثل” الشاطر الموهوب، الذي يتقن تمثيل الشخصية، التي يؤديها.
لا أحب وصف أي فنان بهذا اللقب، فليس كل فنان يستحق تكريمه بهذا اللقب، ولا يستحق لقب “مشخصاتي” سوى الممثل، الذي يقنعنا بعد أن يتماهى مع شخصية الدور، والذي يؤديه داخل كواليس التصوير وخارجه، وهنا نحتاج لفنان لديه قدرات وإمكانات وخبرات، وثقافة من نوع خاص. محمود كامل
في مصر والوطن العربي يظل “المشخصاتي” الأهم والأكبر، الذي لن يتكرر العظيم الراحل أحمد زكي.
تذكرت حكايات كثيرة عن تماهي أحمد زكي مع الشخصيات، التي قدمها لنا خارج كواليس التصوير، وأنا أستمع لإجابات الفنانة نجلاء بدر في حوارها مع الفنان مراد مكرم في برنامجه “ساعة ونس” على قناة “سي بي سي سفرة”.
المزيد من المشاركات
تحدثت نجلاء بكل خبراتها، التي اكتسبتها من دراستها للإعلام، وتجربتها كمذيعة لعدة سنوات عن أدوارها المركبة، وتحمّل زوجها للتحولات، التي تطرأ على شخصيتها خلال فترة التصوير.
بالطبع لا أشبه نجلاء بزكي، ولا يمكن لعاقل أن يشبه أي فنان بالعظيم أحمد زكي، ولكنني صدقت نجلاء لأنها
واضحة وصريحة ولا تتجمل، فمن تحكي عن مواطن ضعفها في بدايتها كمذيعة لن تخدعنا بادعاءات يتقنها كثير ممن يظهرون أمام الكاميرا، ومن ترفض أدوار بطولة وتقبل أدوار صغيرة مؤثرة تعي تماما قيمة الفن.
صدقت نجلاء لأنني سبق أن صدقت أدوارها، واقتنعت بأدائها، نجلاء الطفلة في فطوطة وميريت في النوة، والوزيرة فريدة في طرف ثالث، ونعيمة في بين السرايات، ودينا في فوق مستوى الشبهات، وهانيا في نصيبي وقسمتك، وزيزي في رمضان كريم، وشيرين في لدينا أقوال أخرى، ولبنى في البرنس، ودهب في نسل الأغراب، وياسمين في إلا أنا، وغيرها من الأدوار.
الراقصة والزوجة المنكسرة والزوجة القوية والزوجة الخائنة، الأم والفتاة المرفهة، كلها أدوار أتقنتها نجلاء بدر ” المظلومة”.
في حوارها مع مراد مكرم ليلة عيد ميلادها، صدقتها وأحببت شخصيتها وتسامحت مع نواقصها لأن مَن كانت تتحدث هي نجلاء بدر الفنانة وليست نجلاء “المشخصاتية”.
منقول من صفحة الكاتب الصحفي محمود كامل، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك
التعليقات مغلقة.