Take a fresh look at your lifestyle.

هيئة الكتاب تصدر «الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة عام 1973»

72

كتب: إيهاب مسعد

أصدرت وزارة الثقافة، عبر الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين كتاب «الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة عام 1973» من إعداد اللواء أركان حرب متقاعد محمود محمد طلحة، حيث جاء الكتاب ضمن احتفالات وزارة الثقافة بذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة.

التاريخ الوطني لجيش وشعب

تم إعداد هذا الكتاب ليكون شارحًا لأهم مجريات حرب أكتوبر (رمضان) 1973م للتعرف على جزء من التاريخ الوطني لجيش وشعب عظيمين خاضا حربًا لتحرير أرض مغتصبة بقوة السلاح من دولة ذات أهداف توسعية وطبيعة عدوانيه، تلك الحرب هدفت إلى استرداد كرامة أمة شاء القدر أن تفقد جزءًا عزيزًا من ترابها في 1967م التي لم تقاتل فيها القوات المسلحة – كما يجب أن يكون القتال -ولكنها دُفعت لتلقى هزيمة عسكرية قبل أن تبدأ الحرب، حيث دول تُظهر غير ما تبطن ودول متربصة وغيرها متآمرة وبعضها متخاذلة ويشترك الجميع فى مناصبة العداء لمصر التي لعبت دورًا رآه الكثيرون إنه أكبر مما يجب أو على الأقل ما كان يجب أن تلعبه في ظل هذه الظروف لم يتم موازنة القدرات المتاحة مع الظروف السياسية المحيطة والقدرات العسكرية لدولة تعلن صراحة عن رغبتها التوسعية والعدوانية، وتتمحور كل سياستها وتركز كل قدراتها لاستغلال فرصة سانحة عندما لم يتم من جانب مصر تبنى السبل الأكثر مناسبة للحفاظ على المصلحة القومية في ظروف لم تكن مواتية بأي حال للمخاطرة بدخول حرب 1967 م وسط تربص إسرائيل وتحفز قُوى أخرى.

ويقول اللواء محمود محمد طلحة في مقدمة الكتاب: «عندما تلمست مصر أسباب النجاح وتغلبت على نواحي القصور معتمدة على عزيمة أمة وتصميم جيش لا يقبل الهوان، وتوفرت الإرادة السياسية لتحقيق النصر وتحرير الأرض مهما كان الثمن، وشحذت الهمم للتغلب على التحديات التي قد تعرض مستقبل الوطن وسلامة أراضيه لخطر أكبر من مجرد ضياع جزء من الوطن فى 1967م، تم التغلب على غطرسة إسرائيل وتحدى نظريتها للأمن وسياستها التوسعية، وقامت مصر غير عابئة بأخطر مانع مائي وأقوى خط حصين وجيش معادى يدعى أنه لا يُهزم ومدعومًا بسياسات وقدرات وانحياز الولايات المتحدة، وشنت حرب 1973م وبالقتال وبالسياسة معًا تم تحرير الأرض واستعادت كرامة اهتزت فى وقت مضى.. إنها حرب 1973م موضوع هذا المرجع».

ويضيف: «اشتمل عنوان المرجع على رصد تسجيل أهم المجريات السياسية على المستوى الدولي، وعلى الصعيد السياسي والعسكري المصري والتسجيل هنا ليس تأريخًا بمفهومه العلمي حيث للتاريخ أساتذته وعلومه فضلًا عن أن سعة المجال التاريخي، وتعدد الأحداث السياسية والعسكرية، وما صدر عن حرب 1973م من العديد من المراجع والإصدارات يجعل من الصعب تجميع كل ذلك فى مرجع واحد – ولكن القصد هنا من الرصد هو تقديم نظرة شاملة بقدر الإمكان على أهم الأحداث الفاعلة التي نعتقد أنها تقدم صورة عامة وأمينة لأهم الأحداث بما يعود بالنفع على القارئ الذى لم يعاصر تلك الأحداث».

ويتابع: «أما الدراسة فالغرض منها أبعد من مجرد الإلمام بتطور وتصاعد الأحداث – إنها تهدف إلى تعظيم الفائدة للقارئ العسكري -بالدرجة الأولى- من خلال الإشارة أو التحليل لأهم الأحداث من وجهة نظر العلم العسكري وأحيانًا بالربط مع بعض الأحداث المماثلة في التاريخ العسكري، ومن الضروري التأكيد على أن الدراسة ليست تقييمًا لقرارات الجانبين المتقاتلين بقدر ما هي توسيع للمدارك الفكرية ويقين، ومن وجهة نظر موضوعية بحتة لا يمكن الادعاء بتبني أو تقديم حلول نموذجية على صفحات كتاب لما كان يجب أن يكون على أرض القتال – كما لا يمكن ادعاء الفطنة الآن بعد أن وقع الحدث في ظروفه المحيطة ووقته الفائت، حيث اتخذت آنذاك القرارات فى لحظة تحت ضغط الوقت ووطأة النيران وعنف المعركة -وندرك أن القرارات اتخذت معظمها – كما هي طبيعة القتال- في ظل ضباب المعركة وحالة عدم التيقن بما هو قائم، وأيضًا وبالأساس عما هو قادم ولكن كان يحذو متخذو القرارات الأمل في النجاح والنصر وتجنب الخسائر والتعرض لهزائم».

ولا يقتصر المرجع في تناوله لوقائع الحرب على ما حدث فقط، بل اعتمد على وقائع مسندة بوثائق وإصدارات من الجانبين لتوضيح الدوافع والأفكار التي دارت في ذهن القيادة السياسية والعسكرية بخاصة على الجانب الإسرائيلي بهدف تقديم (إطلالة على الفكر الإسرائيلي) باعتبار إن ما تم سيلقى بظلاله على ما هو قادم اعترافا بأن (التاريخ يُعلم كل شيء حتى المستقبل)، وهذا أحد أهم أهداف وجوهر الدراسة ليكون فى ذلك إضافة علمية مرجوة لشباب العسكريين – قادة المستقبل – آملين أن يعوا ما قام به قادة وجنود – زملاء سلاح – هم الآن (الآباء المحاربين) شاء القدر أن يخوضوا غمار – حرب الشرف والكرامة – منهم من نال شرف الاستشهاد ومنهم من أصبح جريح حرب والبعض قعيدًا أو كان مفقودًا – ومنهم من شاء قدره ألا يحصل على إحدى الحسنيين ليكون ناقلًا لخبراته إلى جيل سيكون يومًا هو المقاتل والمدافع عن شرف وطنه ومصير أمته طالما استمر الصلف الإسرائيلي والفهم الصهيوني التوسعي متمسكًا بمعتقداته العدوانية.

واعتمد المرجع على العديد من المصادر الرسمية للقوات المسلحة وشهادات القادة، وعلى الجانب الإسرائيلي، واعتمد على العديد من الإصدارات لقادة اشتركوا في الحرب في وظائف قيادية في مسرح العمليات، وتم الغوص في مكنونها لتكون قرينة وبينة ليس فقط عما تم (وهو محتوى التاريخ العسكري)، ولكن أيضًا لاستشراف أبعاد الفكر العسكري (وهو جوهر دراسة التاريخ العسكري) للوقوف على الدوافع الفكرية للقيادات السياسة والعسكرية تحسبًا ليوم قادم.

وكذلك تعرض المرجع (في نسخته الصادرة للقارئ العسكري) لعدد من الدراسات العسكرية من وجهة النظر الإسرائيلية إعمالًا لمقولة المفكر العسكري الصيني صن تزو (أن تعرف نفسك وتعرف عدوك في مائة معركة أبدًا لن تخسر) – لقد اتسع مجال الدراسة للتعرف على آراء بعض المحللين العسكريين الدوليين للوقوف على رؤية من هم غير المنغمسين في تلك الحرب لاستيضاح ما يراه الآخرون.

التعليقات مغلقة.