سر المعرفة .. قصة قصيرة للكاتب ياسر جمعة
عندّما رأيتُ أختي الصّغرى تخرج من أمّي، قطعة لحمٍ حمراء، وأمّي تملأ المنزل صراخاً.. خُفتُ، ولم أستطع التّحكم في ارتجاف جسدي، وبقيت أعواماً أحلم أنَّ أحَشائي تخرج مني، فاستيقظ مفزوعةً.
كنت أخاف من قطعة اللّحم هذه، وأندهش جدَّاً كلّما رأيتً أمّي تُلقِّمها ثديها، ورغم ذلك كنت أختلي بنفسي، بعد ما أتجرّد وأمسك العروسة.. التي وجدتها في حجم كفِّ أبي عندَّما قستها عليه ما إن صنعتها أمي لنلعب بها أنا وأخي الأكبر، وأنام على ظهري مفسحةً ما بين فخذيَّ وأُدخل العروسة، أو بالأحرى أحاول، ولا أستطيع، فأتركها وقد ضممت عليها فخذيِّ، وأتحسَّس بكفِّي الأرض بحثاً عن شيءٍ أقبض عليه، وأنا أحُرِّك رأسي بتشنُّجٍ وأصرخ.. أصرخ في سرِّي، إلى أن دخلت عليَّ أمُّي ذات مرَّة، فبادرتني في غضبٍ لم اكتشفه لحظتها:
– بتعملي إيه يا بت؟!
اعتدلتُ جالسةً وأنا أبتسم وأقول:
– بَوْلِدْ.
ركلتني بإحدى قدميها في غضبٍ وخرجتْ وهي تصيح:
المزيد من المشاركات
التعليقات مغلقة.