Take a fresh look at your lifestyle.

سر المعرفة .. قصة قصيرة للكاتب ياسر جمعة

232

عندّما رأيتُ أختي الصّغرى تخرج من أمّي، قطعة لحمٍ حمراء، وأمّي تملأ المنزل صراخاً.. خُفتُ، ولم أستطع التّحكم في ارتجاف جسدي، وبقيت أعواماً أحلم أنَّ أحَشائي تخرج مني، فاستيقظ مفزوعةً.

كنت أخاف من قطعة اللّحم هذه، وأندهش جدَّاً كلّما رأيتً أمّي تُلقِّمها ثديها، ورغم ذلك كنت أختلي بنفسي، بعد ما أتجرّد وأمسك العروسة.. التي وجدتها في حجم كفِّ أبي عندَّما قستها عليه ما إن صنعتها أمي لنلعب بها أنا وأخي الأكبر، وأنام على ظهري مفسحةً ما بين فخذيَّ وأُدخل العروسة، أو بالأحرى أحاول، ولا أستطيع، فأتركها وقد ضممت عليها فخذيِّ، وأتحسَّس بكفِّي الأرض بحثاً عن شيءٍ أقبض عليه، وأنا أحُرِّك رأسي بتشنُّجٍ وأصرخ.. أصرخ في سرِّي، إلى أن دخلت عليَّ أمُّي ذات مرَّة، فبادرتني في غضبٍ لم اكتشفه لحظتها:

– بتعملي إيه يا بت؟!

اعتدلتُ جالسةً وأنا أبتسم وأقول:

– بَوْلِدْ.

ركلتني بإحدى قدميها في غضبٍ وخرجتْ وهي تصيح:

– كل دا يطلع منك يا فاجرة!

تألَّمت رأسي على أثر ارتطامها بالأرض فبكيتُ، اقترب أخي الذي كان يقف على باب الحُجرة وشاركني البكاء. بعد ذلك بأيّام قاموا بختّاني، ليتركوني في ألمٍ مبرحٍ جعلني أشعر أنّي عوقبت عقاباً ظالماً.

هل توقَّفت رغم ذلك؟!

الشَّيء الغامض الذي بحثت عن اكتشافه، صار لعبتي الأثيرة، والتي أمارسها في الخفاء، توقّّفت فقط بسبب الولد عبد الرّحمن، الذي كان معي في الإبتدائيّة، كان أسمراً وسميناً جدّاً وله عينٌ حولاء جاحظةٌ وفمٌ غليظ.

مرَّةً، في وقت الانصراف من المدرسة، رأيته يقف على مقربةٍ من الباب ويحدق فيَّ.. ارتعبت، فانضمّمتُ إلى بعض أندادي، وقبل أن نفترق، كلٍّ في طريقه، التفتُ خلفي.. لم أجده.. هدء دقُّ قلبي، تركتهنَّ ودلفتُ إلى شارعنا وأذ بي أجده أمامي.. اقترب منّي فتوقفتُ، مدَّ كفَّه وقبض على ما بين فخذييّ و… وركض سريعاً، وكأنَّه وضع عليه شيئاً سامّاً، صرتُ لا أستطيع بعدها أن ألمسه أو أنظر إليه.

المدهش أنّ هذا الولد صار بعد ذلك يخشى النَّظر إليَّ ويتجنَّب التَّواجد في أيِّ مكان أكون فيه!

أذكر، بعد مدّةٍ، وأنا في امتحانات الإعداديّة، عندّما زارتني لأوَّل مرَّة الدَّورة الشَّهريَّة.. كنتُ متوتّرة جدَّاً ومرتبكةً بسبب ألمٍ فظيعٍ كان قد أحتلَّ أسفلَ بطني، ممّا جعل ساقاي ترتجفان في تشنّجٍ بغيضٍ، ضاعف خوفي من الرُّسوب ذلك العام. في مساء هذا اليوم حلمتُ به مرّةً أخرى، كنتُ عاريةً تماماً وكان هو في كامل ملابسه، وكان يَقبّلني بفمه الغليظ وبيده يغوص في… وما إن توقَّف ونظر إلى كفِّه فزع، وفزعتُ.. كانت أحشائي بين يديه، واستيقظت رغم الرُّعب وأنا أفكَّر أنّه أتى ليصالحني على أعضائي ويرحل، فلم أرَه بعدها أبداً، ووجدتُني أراقب كلّ ما يطرأ عليَّ في سعادة، مدركةً أنَّي أسير في طريق تحقُّقي.. الذي كانت ترفضه أمّي أكيد، لقد كنت أشعر أنَّها تريدني طفلةً دائماً، لذا كانت تنزعج كلَّما بدت عليَّ أيٍّ من معالم الأنوثة، فأخفيتُ عنها ما كنتُ أشعر به من لذَّةٍ وسعادة.

التعليقات مغلقة.