Take a fresh look at your lifestyle.

نهلة أبو العز تكتب: وصفة للنجاح

119

لو قلت لك توقع مستقبل طفلة لأم تعمل خادمة في البيوت وأب يعمل حلاقًا وتعيش في بيئة فقيرة جدا، استطيع أن أتصور بعض الإجابات :

 

– احتمال تصبح مثل امها وتساعدها في العمل

– احتمال تحصل بكفاح على شهادة متوسطة وتعمل في متجر

– احتمال تتزوج رجل يكبرها وميسور الحال هربا من الفقر

– احتمال تتزوج شاب من نفس الحي الذي تسكنه وتكرر سيناريو الام والأب.

كل هذه الاحتمالات صحيحة في مجتمعنا الذي يصف الأبناء بجوار الآباء ويميز بين الناس باللون والغنى وتفاصيل أخرى ليس من بينها من أنت وماذا فعلت؟، البنت التي سألت عنها في بداية المقال أصبحت “أوبرا وينفري”، أفضل من قدّم البرامج التي تقوم على الحوار، وقد عُدت من أكثر النّاس سخاءً وكرمًا، فقد كانت من أكثر الشّخصيات تأثيرًا حسب ما أدرجته “مجلة تايم”، وقد صُنفت أنها من أغنى امرأة أمريكية إفريقية في القرن العشرين.

نهلة أبو العز تكتب: “الفيس بوك” نائب عام!

وقد بدأت قصة حياة “أوبرا وينفري” يوم ولدت في 29 يناير لسنة 1958، ونشأت في حيٍّ فقيرٍ حيث كان والدها يعمل حلّاقًا ووالدتها في خدمة البيوت، وأكملت مسيرة حياتها في بيت جدتها، وهي ابنة ست سنوات بعد انفصال والديها، تعرَّضت أوبرا وينفري للكثير من المضايقات في الجامعة وذلك بسبب بشرتها السوداء إذ كانت أصولها إفريقية وتعيش في مجتمع ينبذ البشرة السوداء، وقد أكملت تعليمها في” تينيسي” وذلك على إثر منحةٍ حصلت عليها لكونها من أوائل الجامعة، في هذه الأثناء حصلت أوبرا على وظيفة في قناة راديو كمراسلة فيها.

وكانت بدايات نجاحها كان في برنامجها The People are Talking، والذي بقيت فيه قرابة ثماني سنوات قبل الانتقال لشيكاغو والعمل هناك، حصدت في شيكاغو قرابة لـ 100 ألف متابع، ومن ثم شاركت في فيلم The Color Purple وحصلت فيه على جائزة أوسكار كأفضل ممثل مساعد، هناك بعض وقد وصلت ثروة أوبرا وينفري لحدود المليار دولار ما جعلها تدخل في ترتيب الأغنياء على العالم.

نهلة أبو العز تكتب: مدرسة النجاح “لم ينج أحد”

وأنشأت برنامجها الحواري الخاص بها، والذي كان يبث في 125 قناة، وبعد ذلك أطلقت أوبرا مشروعها وهو Oprah’s Book. في عام 2009 أعلنت أنها ستتوقف عن بث برنامجها الحواري بعد انتهاء عقدها مع شركة ABC، وبعد ذلك انتقلت لشراكة جديدة مع شركة ديسكفري، وقابلت ببرنامجها الجديد لانس أرمسترونغ الدّراج المعروف، وقد عادت هذه المقابلة عليها بالمال الوفير. حازت على ميدالية الحرية من الرئيس أوباما تقديرّا لها من أجل أعمالها الوطنية.

جميلة هذه القصة الحافلة بالنجاح ولكن ربما أصبحت البطلة بعد ذلك متكبرة او مغرورة او ليس لها أصدقاء، للأسف لم يحدث هذا فهي المحبوبة البسيطة دائمة البحث عن الجديد ليكون لها دور في حياة من حولها حتى انها رصدت شركة أوبرا مبلغ 51 مليون دولار من أجل تعليم الفتيات الفقراء في إفريقيا، ولمساعدة ضحايا إعصار كاترينا.

كانت أوبرا، إحدى النّاشطات في مجال حقوق الطفل. ربما نحتاج لوصفة نجاح تأخذنا من الممرات الضيقة للحياة، لهذا علينا أن نلقى نظرة علي النجاحين، فقد يكون في وصفتهم ما يدفعنا لطهي المستقبل بطريقة أفضل.

* نهلة أبوالعز كاتبة وصحفية في الأهرام

التعليقات مغلقة.