Take a fresh look at your lifestyle.

ماجد محمد يكتب: ورحل من علمني في ورشة صاحبة الجلالة

71

عندما دخلت ﻷول مرة مبنى جريدة الوفد القديم فى منطقة المنيرة قبل انتقالها إلى قصرها العريق فى الدقى منذ ما يقرب من 35 عاما قلت لمعلمى من أين أبدأ؟، قال: إبدأ من حيث شئت، استخدم عقلك جيدا وفكر جيدا واقرأ جيدا واكتب جيدا ، لا تلتفت يمينا أو يسارا وإياك أن تقلد الأخرين ، اصنع لنفسك قلما فهو سلاحك وإذا جرحت يداك ضعها تحت الماء فليس لدين قطنا ولاصبغة يود ، ليس لدينا مشفى لجراحات الصحافة، داوى نفسك بنفسك ثم واصل الكتابة.

كانت تلك الكلمات أولى نصائح معلمى الأستاذ عباس الطرابيلى رئيس تحرير “الوفد”السابق، الذى غيبه الموت عن تلاميذه وزملائه وأحبابه.

* أما النصيحة الثانية التى ألقاها فى وجهى صارخا قبل أن أطرح سؤالا آخر : “اسمع”.. لسنا فى روضة ولا توجد لدينا ببرونات أطفال ولا ألعاب كرتونية ، البس حالا “أفرول” العمل ودبر حالك، ومنذ ذلك الحين وأنا أرتدى “أفرول” صاحبة الجلالة وأدبر حالى.

نصائح وكلمات معلمى واستاذى “الطرابيلى” طوال مشوار عملى الصحفى فى “الوفد” أو خارجه لاتزال – رغم قسوتها – تدق كالأجراس فى رأسى فلم ألتفت يمينا أو يسارا لم أحاول العبث مع الأخرين أو الأقتراب من مقالب الأخرين.

* مر على نصائح معلمى هذه سنوات طوال ولا يزال “أفرول” الصحافة ملتصقا بجلدى لا يفارقنى ولا أفارقه إلى أن فوجئت بخبر رحيله تاركا لنا إرثا من العلم و محبة من حنان أب ونصائح من استاذ علم أجيال..

رحم الله عباس الطرابيلى الذى علمنا أن نكتب عن وجع الناس وأحزان الناس وأحلام الناس ، علمنا ان نكون صوتا لمن لاصوت له ،علمنا أن نصنع تلك الخلطة الصحفية الفريدة الخارجة عن كل مألوف .. شكرا لك يامعلمى ،شكرا لما قدمت ،شكرا لما أعطيت شكرا لمن جعل صحافة “الوفد” – خلال سنوات مضت – عملة متداولة بين أيدى الناس

* ماجد محمد – مدير تحرير جريدة الوفد السابق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.