وائل عبد العزيز يكتب: وتعاونوا..
أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتعاون على البر والتقوى، فقال في كتابه العزيز ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة:2].
وللتعاون على البر والتقوى وجوه عديدة، منها نصرة المظلوم والتصدي للظالم، وإماطة الأذى بكل أنواعه، ومساعدة المحتاجين، وغيرها الكثير من أصناف البر والتقوى، ولكني اليوم أتحدث معكم عن مساعدة المحتاجين بشكل عام والمحتاجين للدعم المادي على وجه الخصوص.
من يحدثكم ليس بداعية أو فقيهًا في الدين وليس بواعظ، وإنما أتكلم إليكم بضمير إنسان يعيش واقع أليم فُرض عليّ لنشاطي في العمل العام وتواصلي المستمر ولسنوات طويلة مع «محدودي الدخل» ومعدوميه.
ما زاد الطين بلة يا سادة، وما جعل الأمور أشد صعوبة وتعقيدًا؛ هو أن دائرة الطبقة المتوسطة ــ وهي من نعتمد عليها في دعم الطبقة الأسفل منها ــ ظلت تتضاءل شيئًا فشيئا، لتتسع بالتبعية «دائرة الغلابة»، والسبب الرئيس هو الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الجميع.
لكم أن تتخيلوا معي كم الآباء الذين يعيشون مأساة عدم القدرة على الوفاء بمتطلبات أسرهم من احتياجات أساسية أولية من «مأكل ومشرب وملبس ومسكن وعلاج»، ناهيكم عن الاحتياجات الأساسية الملحقة من «مصروفات دراسية ــ كتب خارجية ـ دروس خصوصية ــ مواصلات داخلية»، كل ذلك وأكثر في مواجهة «المرتب المؤدب»، صاحب البُنية الضعيفة والهيئة النحيفة.
هذا عن عجز الرجل عن توفير متطلبات أسرته ـــ وتحسبونه هيّن ـــ فما بالكم بأم اليتامى؟!، وما علمكم بالمطلقة لضيق الحال أو «كثرة العيال»؟!، وما بالكم بالعاجز عن العمل، وفاقد الأمل؟!!، كل هؤلاء يعيشون في هم وغم بسبب الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار المبالغ فيه، يصرخون ألمًا وحسرة، يطلبون إنقاذًا ونُصرة، ولكن لا حياة لمن تنادي.
لن أسرد لكم قصصًا من واقع تعيشوه معي، ولن أنقل لكم طاقة سلبية أتنفسها يوميًا مع «مساكين الدرب.. سكان القلب»، عبر فضفضة أو مسألة أو طلب عونٍ على استحياء، ولكن.. استسمحكم واستحلفكم بالله، أن نعيش حياة التكافل ونكون عونًا لبعضنا البعض، وأن نكون سندًا وقوة، فوالله لن نقوى بغير البر والتقوى.
التعليقات مغلقة.