Take a fresh look at your lifestyle.

دينا عاصم تكتب: نتعرض للتحرش يوميا “متتصدمش”

248

لماذا أصاب مرض انعدام النخوة معظم الناس لهذه الدرجة؟… ومن الذي أوحى لنا أننا أوصياء على بعضنا البعض؟… زمان وبالتحديد قبل المد الوهابي في ثمانينات القرن الماضي، كان الناس أكثر تحضرا، وبالأخص الرجال، فتاريخ الفراعنة يشهد علينا وتاريخ الإسلام يديننا، فلماذا انسلخنا من أصولنا وديننا لهذه الدرجة؟ … “أنا محبطة جدا من حكاية السيدة التي اقتحموا عليها بيتها وحاصروها بالافتراءات حتى القت بنفسها من الشباك”، وبصرف النظر عن كونها متزوجة وترك زوجها بيت الزوجية لخلافات، وأن حارس العقار وصاحبه تكاثروا على المسكينة فقتلوها أو دفعوها لإلقاء نفسها من الشباك فالحاصل أننا امام جريمة مجتمعية.
كنا في الماضي لا نتدخل في شؤون الآخرين ولا نتتبع عورات الناس، فكل إنسان حر طالما أغلق عليه بيته … “مرة سيدنا عمر كان ماشي يتفقد أحوال الناس فسمع صوت رجل في بيته، فخمن أنه يشرب الخمر فتسلق حائط الدار ثم هبط عليه وأصر عمر ان يقيم عليه الحد فقال الرجل لإن عصيت الله مرة، فقد عصيته أنت ثلاث … قال الله ولا تجسسوا.. وتجسست.. وقال الله لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستانسوا .. وتسورت بيتي … وقال الله وتسلموا على أهلها ولم تسلم … فقال عمر اعفو عنك على ألا تعود ولا أعود”، (يعني هما الاتنين ميكرروش الخطأ).

“يعني حتى ولي الأمر مش من حقه يدخل على حد فجأة كده ولا يقتحم عليه بيته…هو ده الدين….هي دي النخوة والرجولة…. سيدنا عمر جاء له رجل وقال إن ابنته كانت لها علاقات وتقدم لها رجل ليتزوجها فهل أخبره؟، سيدنا عمر قال للرجل ما معناه (ويحك اتهتك سترا أنزله الله)، يعني حتى لو بنت أو ست لها ماض مش من حقك ولو كنت أبوها تخوض فيها ولا تتكلم عنها بل تسعى لتحصينها، لو زوجة حضرتك قافلة على نفسها باب لا بد تستأذن قبل دخولك عليها.. تصور؟! .. هذا هو الدين وأخلاق النبوة هي اللي قالت مش أنا يا فندم والله.. ده لو حضرتك عامل فيها متدين… ومستشيخ لنا أوي يعني”.

“لو أن أحدا رأى زوجته تفعل الفاحشة والعياذ بالله فعليه أن يأتي بأربعة شهود رأوها في واقعة كاملة لا شبهة فيها، وإلا فإن كلمتها أمام كلمته وقسمها أمام قسمه… يعني مش من حقه يقتلها ولا يمسها بسوء .. يطلقها أو يلجأ لشهود عدول يشهدوا معه بأنهم رأوها بعينهم تفعل الفاحشة (بالكامل) … لو عاوز بقى تمسك في الدين.. فالدين مما يحدث بريء ولو عاوز تمسك في العادات والتقاليد فلتحترم نفسك في الشارع وعلى مواقع التواصل قبل ان تتجسس وتتلصص على هذه وتلك”.

الرجل الذي اقتحم بيت الطبيبة أو موظفة المركز الطبي ليس وحيدا فريدا..أبدا…هو هو نفس الرجل الذي يدخل على الماسنجر ليكلم بنت وإذا لم ترد أو صدته قامت الدنيا ولم تقعد .. وهو هو نفس الرجل الذي يرى البنات في الشارع يتم التحرش بهن ولا يهتز له شارب ولا ضمير فإن كانت محجبة فربما حجابها “مش اد كده ” وإن كانت غير محجبة فهي تستحق طبعا أن تنتهك خصوصيتها وكرامتها وإن كانت منقبة فمحدش قال لها تنزل الشارع…هو هو نفس الرجل الذي نصب نفسه وصيا على أي امرأة تمر من تحت بيته أو على بروفايله (أي ثت والثلام) على رأي محمد صبحي….

للأسف البنت تتعرض للتحرش والمعاكسة ومحاولة التلصص على حياتها وتتبع خطواتها وسكناتها وحركاتها في كل مكان تذهب له حتى المدارس والجامعات وأماكن العمل مهما بلغ شأنها….

يا كل أب ويا أكل أخ ويا كل زوج…متتصدمش.. بنتك أو أختك أو مراتك تتعرض للتحرش أو السخافات يوميا… كل واحدة فينا لها تجارب سخيفة جدا بعدد شعر رأسها… ولا علاقة لهذا بأخلاقها ولا ملابسها ولا تدينها.. ولا أي شيء … هي في مرمى الحيوانات الأنوية النادرة في كل مكان تقريبا …. إن لم يكن بالفعل ف بالكلام ف بالنظرات .. ف بالماسنجر … ف بالواتس اب .. او بالهمس… او بالصمت الرهيب … المهم يقرفها وخلاص

وعلى فكرة الإسلام بريء واي دين بريء مما يفعله كثير من الذكور المحسوبين علينا رجالا وهم في الحقيقة من فصيلة (الحيوان الانوي النادر ) الذي لا بد من قانون يردعه طالما أن ضمير المجتمع الجمعي في سابع نومة منذ أربعة عقود…..

يعني الدين يقول من تتبع عورة مؤمن فضحه الله ولو في عقر داره نقوم احنا نتلصص على الناس ونخلي الموت اهون لهم من الحياة مع شوية حيوانات

لو حد من اللي بيدافعوا عن النماذج دي، وهم كثير ولكن لا شيء نعرف عنهم، قال لبناتي إن الراجل ده متدين وعمل الصح والدين بيقول كده فكيف أقنعهم إنهم يتدينوا بدين بيعمل ف البنات كده…إنتو عاوزين تكفروا الناس؟ … كده العيال تكفر بجد .. منكم لله … حاجة تقرف

* دينا سعيد عاصم كاتبة وإعلامية

التعليقات مغلقة.