حسام مخلوف يكتب: شعبان شهر رفع الأعمال
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبد الله ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
من نعم الله على عباده المؤمنين أنه جعل لهم في أيام الدهر مواسم عبادة كلما انتهى موسم أردفه آخر حتى لا يخلو الزمن من وقت فاضل للعبادة ، ومن هذه المواسم شهر شعبان الذي هو نفحة من نفحات الله ينبغي على المسلم ألا يضيعها..
وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم مع هذا الشهر أحوال:
فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان”
، زاد البخاري: “كان يصوم شعبان كله”. ولمسلم: “… كان يصوم شعبان إلا قليلاً”.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعظم شهر شعبان ويكثر من الصيام فيه، فقيل قد كان يصومه كلَّه أو كان يصومه إلا قليلاً، وهذا الأخير هو الذي رجحه جمع من العلماء.
?صيام شعبان لماذا؟!
وأما الأسباب التي دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كثرة الصيام في شعبان فيبينها
حديث أسامة بن زيد؛ الذي رواه أحمد والنسائي:أن أسامة قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “ولم أرك تصوم في شهر ما تصوم في شعبان؟”
قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم»
اقرأ أيضًا.. “الخفاء مع الله طريق الأولياء”.. مقال للشيخ حسام مخلوف
1. فبين أن من أسباب صومه في هذا الشهر أنه شهر ترفع فيه الأعمال فأَحَبَّ أن يكون وقت رفع عمله في طاعة لله لعل الله أن يتقبل عمله ويغفر زلَلَه.
2. والسبب الثاني أن شعبان يقع بين شهرين جليلين وهما رجب وهو شهر حرام، و رمضان وهو شهر الصيام، فيهتم الناس بهذين الشهرين ويغفلون عن شعبان فأحبَّ أن يكثر من ذكر الله وطاعته عند غفلة الناس لأن العبادة وقت الغفلة محبوبة إلى الله،
كما روى مسلم عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:
«العبادة في الهرج كهجرة إليَّ».
وإنما كانت الطاعة عند الغفلة لها هذا الأجر لعدة أمور:-
المزيد من المشاركات
التعليقات مغلقة.