تصطف مؤسسة التعاون العربي الأفريقي خلف القيادة السياسية المصرية الرشيدة، وتثمن دعوتها الجسورة لحشد وتأييد الشعوب العربية والإسلامية، دعماً ونصرة للقضية الفلسطينية وصوناً للاستقرار والسلام في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط والقارة الأفريقية بأسرها، وإحلالًا للسلام المستدام بالمنطقة.
وتشيد مؤسسة التعاون العربي الأفريقي بالقيادة السياسية المصرية لعقدها قمة “القاهرة للسلام”، الخاصة بالأحداث الجارية والقضية الفلسطينية المقرر انعقادها السبت القادم، وتأتي هذه القمة استجابة للممارسات اللاإنسانية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ووقف الانتهاكات على قطاع غزة، وفك الحصار المفروض على المدنيين العزل، وتردي الوضع الإنساني، وتعقيد الموقف أمنياً وإنسانياً.
وفي ذات السياق تدين المؤسسة جرائم الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بحق المدنيين من شعب فلسطين العزل، وقد تابعنا الجريمة الكبرى التي ارتكبت يوم أمس بالاستهداف الإسرائيلي للمستشفى الأهلي- المعمداني في غزة، والذي راح ضحيته أكثر من (500) من الشهداء والجرحى الأبرياء.
ومن ثم ندين ذلك بأشد عبارات الإدانة هذه الجريمة المروعة بحق أهل غزة العزل، لما يعد ذلك انتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية المتمثلة في مبادئ اتفاقية جينيف الرابعة التي اعتمدت في أغسطس 1949 والتي من شأنها حددت الحماية الإنسانية للمدنيين في وقت الحرب طبقاً لنص المادة 33 من الاتفاقية.
وتستنكر المؤسسة ما تتعرض له غزة من حصار مطبق من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما، إضافة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار ودمار وتشريد وتهجير وانتهاك للمقدسات منذ عام 1948 وحتى اليوم وسط صمت أممي وغربي؛ حيث إن مجلس الأمن لم يتخذ قراراً في اجتماعه الأخير بشأن وقف الحرب ولم تُنفذ قراراته منذ عام 1948 وحتى اليوم.
وتشجب المؤسسة قرار الكيان الإسرائيلي المتضمن بتهجير أهلنا من غزة لدول الجوار وهو ما يتعارض مع نص المادة 49 من اتفاقية جينيف الرابعة ويعتبر تصفية للقضة الفلسطينية، وتتفق المؤسسة مع موقف مصر الرافض لسياسات العقاب الجماعي والحصار والتهجير وتوفير النفاذ الآمن والعاجل للمساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة؛ فهناك حاجة ملحة لدخولها لرفع المعاناة الفلسطينيين في غزة مع تعقد الوضع الصحي والخوف المتصاعد من انتشار الأمراض والأوبئة، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته وحل القضية الفلسطينية، وإنهاء احتلال الأراضي العربية وتحقق السلم والأمن بالمنطقة.
وتحيي المؤسسة صمود الشعب الفلسطيني باعتباره خط الدفاع العربي الأول عن القضايا العربية والمقدسات وهو الذي يدفع ثمن ذلك منذ 75 عاما؛ فالصراع لن ينتهي إلا بحل القضية الفلسطينية حلٍ عادل وشامل بقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وما لم يتحقق ذلك فإن الأمة العربية والإسلامية ستدفع ثمن ذلك لأن أطماع إسرائيل وحلفائها ليس له حدود.
حفظ الله شعوبنا العربية والأفريقية والمجد والخلود للشهداء.. والشفاء العاجل للجرحى.
التعليقات مغلقة.