صدر حديثاً كتاب “جذورنا المعرفيه للعنف” للكاتب جمال عمر.
يناقش الكتاب ظاهرة العنف والإرهاب، والتي هي ظاهرة بنت عصرنا الحديث ووقتنا المعاصر. وكيف تُشكل اللحظة رؤيتنا للماضي ورؤيانا للنصوص والآخر. فهذه اللحظة الراهنة هي نتاج عناصر وتصورات حية من المنظومة القديمة، هذه التصورات ورؤى العالم القديمة مازالت تؤثر وتُشكل وعينا، وظلت فاعلة تحت قشور التحديث التي قمنا باستعارتها من نتاج الآخر “المتقدم” علينا حضاريا، ونقلناها دون أن نواجه التصورات التراثية في وعينا ونتخطاها.
البحث عن الجذور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للعنف والإرهاب، هو موضوع شغل بال العديد من الباحثين والكُتاب.
والكتاب هو أحدث نصوص الأستاذ جمال عمر والذي صدر له “مقدمة عن توتر القرآن”، وكتاب “مدرسة القاهرة في نقد التراث والأشعرية” وكتاب “الخطاب العربي في متاهات التراث”. ويهتم الكاتب في مشاريعه الفكرية بالتعامل مع وعينا الجمعي الحديث والمعاصر وكيف نتعامل مع ماضينا ومع الآخر، فحسب رؤيته النصوص في النهاية لا تنطق. والقدماء ماتوا لم يعد لهم حول ولا قوة. أما نحن كأحياء من نعطي للنصوص سلطتها، بتبنيها والإيمان بسلطتها. ونحن من نستعيد القدماء ونعيد اجترار تصوراتهم ورؤاهم، لسنا نستدعيهم نحن كأفراد تحديدا. بل كثقافة جمعية، ووعي جمعي. ويرى أن كتاباته محاولة للنظر في مرآة الذات نقديا، كي لا تظل معاركنا وصراعتنا الفكرية، جعجعة بلا طحن.
كتبت : منى علي
