بقلم – ياسمين خليل
هذا التساؤل الذى يضعنا فى كثير من الشك والريبة حول ما نعيشه من واقع ربما يكون الأصعب ، ولكنه الأصعب منه هو ان نعي وندرك ماذا يحدث من حولنا بالضبط ، فهناك العديد من الأزمات التى نعيشها الان فى مجتمعنا من ازمات اقتصادية واخلاقية وثقافية ، تجدها كلها اصبحت متسارعة … متشابكة .. معقدة إلى حد التعقيد ، لا نعلم من أين تاتى ومن من ولماذا .
فربما كل هذه التساؤلات قد وضعتنا فى دائرة كبيرة من التساؤلات الأخري الأعمق وربما الأدق ، وهى لماذا نحن مستهدفون ومن من ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ ، وما هو الذى يتوجب علينا فهمه قبل فعله من اجل المحافظة على أمننا ووحدتنا وهويتنا وثقافتنا كمصريين وكعرب قبل أن نكون مسلمين أو اقباط ، فالدين لله والوطن للجميع فلا تفرقة بين أحد فى الهوية ولا الإنتماء .
فإن ما تعيشه مصر الآن فى ظل الظروف الدولية والإقليمية المعاصرة والتى تعتبر بوتقة لصنع الأزمات فى المنطقة ، ما يمثل بذلك تهديداً مباشراً للمصالح العليا للدولة المصرية التى تستهدف الأمن القومى المصرى والعربى بالعديد من المخططات الغربية العاملة على تقسيم الدول إلى دويلات تقع تحت قبضة تنظيمات إرهابية تديرها من خلف النوافذ الزجاجية المشفرة دول تتشح بسواد القلوب والعقول وتدعم الإرهاب وتدعو إلى القتل ، وهذا ما يضعنا حول سؤال آخر وهو ” ما هى وسائل المواجهة الإستراتيجية والأمنية التى تقوم بها الدولة وما يتوجب علينا نحن المصريون فعله؟”.
إن الأزمات المُفتعلة التى كثُرت على مدار العامين السابقين من ارتفاع فى اسعار السوق المحلية قد كبد المواطن المصرى الكثير من العناء ولا زال يعانى من هذا ، هذا التسارع الجنونى فى اسعار السلع والمنتجات الأساسية اصاب البيت المصرى فى صميم حياته اليومية فأصبح لا يقدر على مجاراة هذا التضخم الكبير فى الاسعار مقابل احتياجاته
هذه أزمة لا يمكن التغافل عنها ولا التبرئة منها ولكن لابد وان يكون هناك صوت آخر يهمس من بعيد يفتح لنا مجالاً للتساؤل الهام .. من وراء تلك الأزمة أهم اشخاص ام مؤسسات أم دول ؟ لابد وان نعى وندرك أن الحرب لم تعد الان بمنظورها السابق الذى عاهدنا عليه … حرب البندقية والرشاش وساحة المعركة ، بل أصبحت الحرب الإليكترونية والإقتصادية والنفسية والبيئية والثقافية والدينية ، كلها حروب تدار فى الخفاء لا بالورقة والقلم ولا بالندقية والمدفع بل تدار بواسطة الجهاز اللوحى والهاتف ومواقع التواصل ومن خلف الشاشات وهو ما يطلق عليه بحروب “الجيل الرابع” من الحروب الممنهجة والتى تعني الحرب بالإكراه لإفشال الدولة وزعزعة استقرارها.
وتعتمد هذه النوعية من الحروب علي أساليب متعددة ، يأتى أهمها استخدام تقنيات التقدم التكنولوجي ، في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية المختلفة من أجل القيام بعمليات حشد وتعبئة شرائح المجتمع المستهدف وخاصة فئة الشباب بالأفكار المغلوطة ونشر الشائعات وهدم الروح المعنوية للأفراد بغرض زعزعة الاستقرار وتفكيك روابط الدولة، من خلال استخدام بعض من منصات الاعلام و منظمات المجتمع المدني الممولة والمعارضة ، ووسائل الاتصال الحديثة، وهو ما يؤثر على بنية المجتمع المصرى بأثره ، وخاصة فئة الشباب وهى الفئة الأكثر إستهدافاًفى هذه الحرب الإليكترونية بكافة أدواتها وطرقها.
وهو الأمر الذي يستلزم معه مواجهه هذا النوع من الحروب يأتى اولها وأهمها هو ” الادراك ” أن نعى أننا مستهدفون بالفعل ، ولن يأتى ذلك الإ من خلال زيادة التثقيف الفكرى والثقافى والمعنوى للشباب من خلال قيام مؤسسات الدولة بمزيد من الجهد لمواجهة هذا النوع من الحروب التى تستهدف النظام الذهنى..
وفى ظل هذا الحراك العالمى الذى يخيم على منطقة الشرق الأوسط من تأجيج لبؤر الصراعات فى المنطقة بهدف القضاء عليها وتفتيتها وتفكيكها ، نجحت مخططاتها فى كلا من السودان – ليبيا – سوريا – اليمن والعراق لكنها آبت أن تنال من مصريتنا فهى لم ولن تستطع فعلها بفضل من الله وعونه وبثقة فى رجال قواتنا المسلحة المصرية.
ومن المحاولات المستمرة لتصدير الأزمة الاقتصادية داخل المجتمع المصرى بالضغط التكنولجى على جموع الشعب المصري من خلال الحرب الإليكترونية التى تأجج من سرعة غضب الشارع المصرى حول تلك الأزمة التى تعيد بنا الذاكرة لما حدث فى بداية 25 يناير عام 2011 وان اول شرارة انطلاق لها كانت تحت شعار” عيش .. حرية … عدالة اجتماعية ” والتى كانت فقط تتخذها نقطة ضعف تضغط بها على المصريين والتى تحولت سريعا بعد نجاح مخططها فى اثارة البلبلة ان تظهر على حقيقتها وتظهر اهدافها الخفية بعد ذلك وعن مديرها الحقيقيون ودخلت مصر بعدها فى فترة من اصعب فتراتها تكبدنا فيها خسائر بشرية وأمنية واقتصادية كبيرة
حتى أقامت مصر عافيتها بعد ذلك ولكن بعد تحديات كثيرة وكبيرة بفضل الله اولا واخيرا ثم بفضل القيادة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وقواتنا المسلحة والشرطة فى اعادة الضبط والتوازن والأمن والأمان الى مصرنا الحبيببة.
فأرجوكم لا تجعلوا شعار ” الأزمة الإقتصادية يطفو على السطح من جديد فهذه هى نقطة الضعف والاخراق التى تلعب عليها هذه المؤامرات ومن يحيكوها ضدنا … علينا الوعى… ثم الوعى …ثم الوعى.
وحفظ الله لنا مصر من كل شر وسوء .
التعليقات مغلقة.